بقلم - سامى اليوسف
خرج الهلال مبكرًا، وعلى غير العادة، من دوري أبطال آسيا من دور المجموعات، وجاء هذا الخروج متوقعاً، فمن زرع الفوضى والارتباك حصد الفشل والخيبة. الخروج الحزين من الاستحقاق الآسيوي بعد مشاركة تعد هي الأسوأ للزعيم يتحمله المدرب السابق ومعه الإدارة، واللاعبون، والحديث في هذا الجانب ذو شجون، ولكن المشجع الهلالي الفطن يدرك أن التوقيت غير مناسب لطرح ملف هذا الخروج على طاولة البحث والنقاش، فالعاقل خصيم نفسه، ومدرج «العقلاء» يضع مصلحة ناديه فوق كل اعتبار خاصة في مراحل الحسم، ويقطع الطريق على هواة جلد الذات أو الانتهازيين من الصحافة والبرامج الصفراء الذين يبرعون في حبك سيناريوهات الإثارة المصطنعة للتشويش على معسكر الفريق قبيل مواجهته الحاسمة أمام منافسه على لقب الدوري، وهو اللقب الأهم في الموسم الخالي. الهدوء والتركيز هما المطلب الأساس قبل المباراة الدورية الأهم، وعلى اللاعبين أن يصالحوا جماهيرهم الصابرة بالمحافظة على لقب الدوري للحفاظ على ماء الوجه. ولعل الحديث عن التخلي عن بعض التقاليد الهلالية بات مطروحاً في الوقت الراهن وأعني التخلي عن الصورة النمطية التي انطبعت في أذهان الكثيرين من الأحباء والمشجعين، والتي تتلخص بأن الهلال يدخل الموسم لينافس على كل البطولات في نسق ورتم واحد، وطموح واحد، فهذا الفكر القديم يجب أن يتغير نحو «الانتقائية» لتركيز الجهود وزيادة نسب فرص الظفر في الألقاب الأهم وفق أفضلية يضعها المدرب والإدارة معاً يتم تنفيذها بناءً على خطة ذات استراتيجية تقوم على أساسها اختيارات اللاعبين المحترفين المحليين والأجانب وتجديد العقود، واعتماد مبدأ أو فكرة تطبيق «المدير الرياضي» على أرض الواقع، فالفرق الكبيرة تضع أولوياتها من البطولات وتبني عليها خططها وجهودها. أخيرًا، أتمنى أن يكون تحقيق لقب الدوري بالنسبة للهلال خير وداع لبعض لاعبيه وإدارييه الذين لم يعد لديهم الجديد ليقدموه، وهدية «الاعتذار» الأجمل من الإدارة واللاعبين للجماهير الهلالية الواعية والمحترمة.