دمشق – العرب اليوم
أعلنت هيئة الأركان العامة الروسية الجمعة عن البدء في تقليص قواتها في سورية وسحب مقاتلات لها وحاملة طائرات.
وقال رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية فاليري جيراسيموف "وفقا لقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية فلاديمير بوتين تبدأ وزارة الدفاع في تقليص حجم قوات المسلحة المنتشرة في سوريا."
وقال إن أسطول روسيا الحربي بقيادة حاملة الطائرات (الأميرال كوزنيتسوف) في البحر المتوسط قبالة ساحل سوريا والطراد بطرس الأكبر ستكون أول القطع العائدة من هناك.
وشاركت روسيا لدعم القوات الحكومية السورية ضد المعارضة المسلحة منذ سبتمبر/ايلول 2015، في تدخل أدى إلى تحول مجريات الحرب لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت إن عملياتها تستهدف مسلحي ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.
ويأتي ذلك بعد نحو أسبوع من إعلان هدنة بوساطة روسية وتركية في جميع أنحاء سوريا.
وذكرت وسائل إعلام روسية رسمية أن موسكو قررت سحب حاملة الطائرات "كوزنيتسوف" والطراد "بطرس الأكبر" من سواحل سوريا.
ويسبق القرار مؤتمرا واسعا للسلام يعقد بعد أيام في العاصمة الكازاخية استانة وكبادرة على ما يبدو لإقناع المعارضين بالحضور الذي قد يعد فرصة أخيرة لوقف الصراع.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 26 ديسمبر/كانون الأول إن روسيا وإيران وتركيا والرئيس السوري بشار الأسد وافقوا جميعا على إجراء المحادثات في أستانة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد الخميس أن الولايات المتحدة تشجع محادثات السلام السورية التي تعد روسيا لعقدها في أستانة في وقت لاحق من الشهر الجاري وتأمل أن تسفر عن تحقيق خطوة في اتجاه السلام.
لا يعد ذلك الانسحاب الأول لروسيا من سوريا. ففي مارس/آذار 2016 أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء عمليات الانسحاب وبالفعل تم سحب بعض المقاتلات ورغم ذلك تواصل دور موسكو في الحرب السورية وظل دور القوات الجوية الروسية حاسما في المعارك.
لكن تفاصيل التدخل الروسي في سوريا لم تتكشف بأكملها بعد، ويعتقد أن هناك الكثير الذي لا نعرفه بهذا الشأن، ففي بداية الأسبوع كشفت منظمة بحثية روسية مستقلة عن مقتل ثلاثة من وحدات المظليين الروسية في سوريا، وإذا صح ذلك سيكون أول مؤشر أن عناصر من القوات الجوية الروسية كانوا يعملون على الأرض.
وتشمل المرحلة الأولى من "السحب" الروسي حاملة الطائرات "الاميرال كوزنيتسوف" ومجموعتها البحرية، والتي لم تشارك بدور رئيسي في القتال. وفي الوقت الذي أعلنت فيه روسيا عن نيتها بناء قواعد في سوريا على المدى الطويل، إلا أن بوتين أشار إلى أنه بالنسبة لموسكو، ومع سقوط حلب وترسيخ نظام الأسد، فقد انتهت مرحلة هامة من المعارك.