المركز العربي الأفريقي للإعلام والتنمية

نظم المركز العربي الأفريقي للإعلام والتنمية، مساء الأربعاء، في مقره في نواكشوط، حلقة نقاش فكرية تحت عنوان "الأزمة الغامبية ودلالات الوساطة الموريتانية".

 وبدأت فعاليات حلقة النقاش بكلمة لمدير المركز، محمد سالم ولد الداه، رحب في بدايتها بالمشاركين في الحلقة من خبراء إعلاميين وديبلوماسيين ومديري مراكز بحث ودراسات، داعيًا إياهم إلى المساهمة الفعالة في إثراء محاور الحلقة، لما لها من طابع استيراتجي يرتبط بإسهامات موريتانيا الديبلوماسية، وبصورتها الخارجية، التي طالب "ولد الداه"، أثناء كلمته، بأن يساهم الجميع في الحفاظ عليها، بعيدًا عن أي شكل من أشكال تجاذبات الداخل السياسية، منوهًا بالوساطة الموريتانية التي قادها رئيس الجمهورية، محمد ولد عبد العزيز، وما أفضت إليه من حلحلة للأزمة الغامبية، وما ساهمت به من خلق حلول سياسية، أبعدت خيار التهديد العسكري.


وشهدت الحلقة طرح أسئلة عدة، كمنها السؤال عن دلالات الوساطة الموريتانية، وهل تمتلك الوساطة الموريتانية الضمانات الكافية للاستمرار؟، وما هي علاقة تشابك المصالح المشتركة مابين موريتانيا وغامبيا من جهة وموريتانيا والسنغال من جهة أخرى؟، وهل هناك أطراف إقليمية ودولية تلقي بظلالها وتحاول بشكل من الأشكال إعاقة نفاذ الحل السياسي للازمة، بهدف تعطيل الدور الموريتاني؟
وقدم الكاتب الصحفي الولي ولد سيدي هيبه صورة عن طبيعة العلاقات بين موريتانيا وغامبيا، متحدثًا عن أبعادها الاقتصادية والجيوسياسية، ومدى صلابة هذه العلاقة، كما تناول نجاح الوساطة الموريتانية، مما يدل على حضورها الدبلوماسي القوي في المنطقة، مؤكدا على أهمية استمراريتها، والاستعداد للوقوف أمام كل ما يوضع أمامها من عراقيل.


وتناول وزير الخارجية الموريتاني الأسبق، محمد فال ولد بلال، موضوع الأزمة الغامبية، مشيرًا إلى المناخ السياسي الذي جرت فيه تداعيات ما تلا الانتخابات من توتر سياسي، استغله اللاعبون الإقليميون، وعلاقة ذلك بملفات أخرى في المنطقة، مشيرًا إلى وجود لاعبين عدة في الملف، من بينهم السنغال، وفرنسا، التي كانت دائمَا عائقَا أمام الوساطة الموريتانية في ملفات عديدة.

 وثمن ولد بلال الوساطة الموريتانية في غامبيا، معتبرا أنها جاءت في الوقت المناسب، و أنها مبررة لأسباب عديدة.
كما شارك في الحلقة جمع من قادة الرأي والفكر والإعلام، انصبت مداخلاتهم حول تثمين نتائج الوساطة الموريتانية، وعبروا عن تشجيعهم للحضور الدبلوماسي الموريتاني في ملفات المنطقة، داعين إلى الاستفادة مما يمكن أن تلعبه الديبلوماسية الشعبية الفكرية والثقافية والإعلامية، وفى مقدمة ذلك حضور البعد الصوفي لموريتانيا في المنطقة الأفريقية.