العالم الموريتاني أحمد جدو

أصدر العالم الموريتاني الشيخ أحمد جدو ولد أحمد باهي فتوى أكد فيها "بطلان أي اعتبار لوجود أي نوع من الرّق الشرعي اليوم في موريتانيا"، مشددا على أن "جميع أبناء هذا الوطن سواسية في الحرية، وأن الإسلام بريء من أي عمل ينشأ عن هذا الاعتبار، وأشدّد على أن استغلال الحرّ باسترقاقه، أو الانتقاص من شأنه أو اغتيابه في غيبته أو إذايته بحضرته باسترقاق زائف، أمر يحرمه الشرع ويرفضه الإسلام".
 
واعتبر ولد أحمد باهي في نص الفتوى التي تلقت الأخبار نسخة منها أنه "يجب على العلماء والدّعاة والمصلحين وعقلاء البلد من جميع الفئات والطوائف أن تقف وقفة رجل واحد للقضاء على هذه الظاهرة غير الشرعية وعلى مخلفاتها الهدّامة على وحدتنا وتماسكنا الذي عدّه رسولنا صلى الله عليه وسلم أبرز مميزاتنا الإيمانية "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" متفق عليه".
 
وأردف أنه "يجب علينا جميعا – ونحن نقوم بتغيير هذا المنكر – أن لا نقع في منكرات أخرى من قبيل زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد والفرقة بين أبناء الملة الواحدة. أو تحميل وازرة وزر أخرى تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ سورة البقرة، معتبرا أنه مما "يستشهد به ويستأنس في هذا الصدد ما يتعلق بالقرارات الدولية والقرارات الوطنية. فقد أجمع العالم اليوم على ترك الرق والاسترقاق تكريما للإنسان وحماية للأسرى والضعفاء، ولا يليق بعلماء الإسلام أن يتخلفوا عن مباركة هذه القرارات المحققة لمقاصد الإسلام في تكريم الإنسان وتحريره وحمايته.. خاصة أن الإسلام حارب الرق بكل ما حارب به الفقر أو أشد، وبذل كل السبل في القضاء عليه، دون أن يتعارض ذلك مع تنظيمه لأحكام ما يحصل منه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إنه لو دعي بحلف الفضول في الإسلام لأجاب".
 
ويعتبر ولد أحمد باهي أحد العلماء البارزين في البلاد، وله أنشطة علمية ودعوية متعددة، كما يرجع إليه في الفتوى في العديد من المجالات، وخصوصا المستجدات المعاصرة، وهو خريج محاظر مشهورة في الشرق الموريتاني.