تمام سلام رئيس وزراء لبنان

 

أكد السيد تمام سلام رئيس وزراء لبنان حرص حكومته على أفضل العلاقات مع دول الخليج العربية، مشيرا إلى أن لأهل الخليج مكانه خاصة في قلوب اللبنانيين. وعبر عن أمله في عدم ترك أي مجال لما هو "عابر" في التأثير على هذه العلاقات.

ونوه السيد سلام في حوار مع صحيفة (الوطن) القطرية نشرته اليوم بموقف دولة قطر من بلاده، وبدعمها للبنان والشعب اللبناني. وأشاد بالدور المميز لدولة قطر في ملفي الإفراج عن مختطفي (أعزاز)، وراهبات (معلولا).
 
وقال " اتصلت منذ بداية اختطاف عسكريين بالقيادة القطرية ممثلة بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) وقد مدّ مشكوراً يد المساعدة لنا ..ولكن من وقتها الى اليوم تغيرت ظروف المواجهة في سوريا وكل طبيعة المعركة هناك، لأنه في الملفين السابقين عندما نجحت الوساطة لم يكن هناك بعد (داعش و نصرة) وكانت هناك قوى ثورية أو قوى معارضة تتولّى الأمر، بينما اليوم المعطيات ربما أصبحت شائكة أكثر ومعقدة أكثر. ومع ذلك يُشكر الدور القطري على ما تمكن منه، ولو لم نصل بعد إلى نتيجة.ونحن سنبقى على تواصل مع كل من يستطيع أن يساعدنا في هذا الأمر، وطبعاً في المقدمة قطر التي لها مكانة كبيرة وخاصة عندنا جميعاً، أكان في هذا الأمر أو في أمور أخرى لها علاقة بدعمها للبنان واللبنانيين".

وعبر رئيس الحكومة اللبنانية عن صعوبة الأوضاع التي تعيشها بلاده في ظل تأزم الوضع السوري وأضاف "نحن بدورنا كحكومة وكدولة سنسعى للتواصل مع من هو اليوم حاضن لاستقرارنا وحاضن لسلام بلدنا. وفي جنوبنا قوات دولية منتشرة على طول الحدود مع إسرائيل، وهي ساهرة على استيعاب وتفويت الفرصة على أي احتكاك أو أي مواجهة قد تأتي بضرر على لبنان ".
 
ولفت سلام الى أن المواجهات السياسية في بلاده في المرحلة الراهنة بين القوى السياسية المختلفة وخصوصاً بين القيادات المسيحية تشير بأن ظروف الانتخابات الرئاسية لم تنضج بعد كما أن الوضع الإقليمي والدولي لا يساعد في هذه المرحلة كثيراً على إجراء الانتخابات لأن الجميع مشغول بالجميع والحالة غير مستقرة في المنطقة.
 
ومضى يقول "يتعذر علينا حالياً الحصول على دعم إخواننا العرب لإجراء استحقاقاتنا الدستورية والديمقراطية بشكل طبيعي وجيد، كما كان الأمر سابقاً، وآخر دعم كان في الدوحة عندما تمّ الاتفاق على تشكيل حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية وإقرار قانون انتخابي، وكانت النتيجة جيدة جداً برعاية قطرية وخليجية، إذ أثمرت ما نعمنا به على مدى ست سنوات من عهد الرئيس ميشال سليمان".
 
وحول الضربة العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت مجموعة من قياديي (حزب الله) اللبناني الميدانيين خلال تواجدهم في (القنيطرة) بالجولان السوري قال تمام سلام " بداية المواجهة العسكرية مع إسرائيل ليست بجديدة، فهي في مواقع ومناطق وحالات مختلفة، ومع جهات مختلفة، ولكن من ضمن الصراع العربي- الإسرائيلي.. هي قائمة منذ عقود، وهي مستمرة، وإسرائيل عدوّ شرس، وعدو لا يتورع ولا يتراجع عن أي أمر يرى فيه مصلحة لعدوانيته ولعدائه للعرب وللمسلمين أينما كانوا وفي أي فرصة، وبالتالي هذه العملية ليست الأولى، وربما لن تكون الأخيرة في إطار هذه المواجهة ".
 
وبخصوص تصريحات الامين العام لـ (حزب الله)، ردا على الضربة العسكرية الاسرائيلية قال سلام " ما يصرح به السيد حسن نصرالله الأمين العام ل (حزب الله) هو شأنه، وهو في إطار ما يراه هو مناسباً في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ".
 
وشدد رئيس وزراء لبنان على" أن السيد نصر الله يمثل قوى سياسية ولا يمثل الدولة اللبنانية. ونحن كدولة لبنانية مواقفنا واضحة ونأمل أن تزداد وضوحاً، وألا يتمّ التوقف عند موقف من هنا أو تصريح من هناك".
 
وحول مدى الإستفادة من شغور المنصب الرئاسي بتحويل السلطات الى الحكومة وتسيير ملفات وأعمال الرئيس اللبناني قال سلام" أنا أسمع الكثير من المديح والثناء على ما أقوم به، وعلى قيادتي لهذه الحكومة، وعلى ما تنجزه هذه الحكومة في هذه الفترة الصعبة من الشغور الرئاسي. ولكن أقول لك بصراحة أنا لست مرتاحاً في هذا الدور، لأن الجسم لا يكتمل من دون رأس، ورئيس الجمهورية هو رأس الجسم اللبناني، ولذلك هو ضرورة ".
 
ونبه رئيس وزراء لبنان الى بلاده بحاجة الى تعاضد ومؤازرة من إخوانه العرب في مواجهة الحالات التي تطرأ عليه والتي تتمثل بتعرضه لعمليات إرهابية. وقال " من هنا أنا من الذين يدعون الى مواجهة هذا الإرهاب بوقفة عربية تضامنية بداية بدعم وتعزيز الاعتدال في المنطقة والمعتدلين، وهذا أول مدخل عملي وجدي للابتعاد عن العنف الذي يأخذ أشكالا إرهابية، ولذلك أدعو الى وقفة تضامنية للعرب كما حصل في العام 2002 عندما عقد مؤتمر القمة العربية في بيروت، وأعلن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، يومها عن المبادرة العربية للسلام بموافقة كلّ العرب دون استثناء، وبرأيي المبادرة العربية للسلام يجب أن تتم إعادة تفعيلها وإعطاؤها فرصة، لأنه إذا ما تمّ إحلال السلام بين العرب وإسرائيل لا بدّ من تدعيم الاعتدال في المنطقة والمعتدلين في مواجهة الإرهاب المستشري".
 
وبخصوص المفاوضات المباشرة مع خاطفي العسكريين اللبنانيين قال رئيس وزراء لبنان "ما زالت المفاوضات قائمة. وهي منذ بدايتها ليست سهلة وإنما شائكة ومعقدة، لأننا نتفاوض مع جهتين وليس مع جهة واحدة. نتفاوض مع (جبهة النصرة) ونتفاوض مع (داعش)، والمزايدة بين داعش و النصرة قائمة ليلاً ونهاراً، وبالتالي ليس من السهولة الاستقرار مع هذه الجهة أو تلك على أمر معين، ومع ذلك نسعى ونتواصل".

نقلا عن قنا