الرباط _ العرب اليوم
حولت الأحزاب السياسية المغربية، ليالي رمضان، إلى منصات سياسية بامتياز، من خلال تنظيم حفلات إفطار جماعية، في فنادق فاخرة، قبل إمساك الميكروفون لإطلاق حزمة من التصريحات والمواقف، فيما تصفها الصحافة المغربية بـ "حملة انتخابية سابقة لأوانها"، في سنة انتخابية تشريعية.
ولم تتوقف حروب التصريحات والتصريحات المضادة، والمواقف والمواقف المعاكسة، بين الخصوم السياسيين، من الحكومة ومن المعارضة، في تمرين تواصلي رمضاني، شد الانتباه إلى ليالي رمضان.
فعبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، دخل "قلعة تاريخية للمعارضة"؛ المقر القديم لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، اليساري المعارض، في ليلة رمضانية، لتوضيح موقفه من "اغتيال الراحل عمر بنجلون"، القيادي النقابي والحزبي للاتحاد الاشتراكي المعارض.
الزعامات السياسية المغربية اختارت ليالي رمضان للتواصل
ومن جهته، اختار إلياس العمري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، والخصم الشرس للإسلاميين الحكوميين، لقاء في مقر بيت الصحافة، في مدينة طنجة، في شمال المغرب، لتوضيح مواقفه كمعارضة من الحكومة وسياساتها، مع تبيان الاتجاهات العامة استعدادا للتشريعيات المرتقبة في 7 أكتوبر المقبل.
ولتنشيط الليالي الرمضانية سياسيا، تحرص الأحزاب السياسية المغربية، على نقل مباشر بالصوت وبالصورة وبالتغريدات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للقاءات الزعماء السياسيين، مع إلحاقها في اليوم الموالي صباحا، ببيانات صحافية مفصلة، مع صور، يتم تعميمها بريديا، على الصحافيين المغاربة.
وفي قاعة في فندق فاخر في مدينة الدار البيضاء، عاصمة المغرب اقتصاديا، اختار صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية والأمين العام لحزب التجمع المشارك في الحكومة، توجيه "انتقادات شديدة اللهجة" من جديد، صوب "الأداء الاقتصادي للحكومة"؛ ففي الزمن الانتخابي المغربي، بحسب المراقبين، تنهار التحالفات الحكومية.
التواصل السياسي الرمضاني بين مقل ومكثر
وعلى عكس زعيمي حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، وحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحكومي، اللذان نفذا مسلسلا من الخرجات الرمضانية الليلية، قام زعيم التجمع اليميني الحكومي، بخرجة تواصلية رمضانية واحدة.
ومن جهته، نشط الفعل التواصل السياسي رمضانيا، عند حزب الاستقلال المعارض، من خلال حضور حميد شباط، الأمين العام للحزب، في نشاط ليلي في فندق من 5 نجوم، في الرباط، فبعد تناول وجبة إفطار جماعية، انتقل الكل إلى طاولة النقاش السياسي، في لعبة سؤال جواب بين الصحافيين وبين زعيم حزب الميزان/ الاستقلال.
وبدورهم، لجأ وزراء مغاربة إلى موائد الإفطار الرمضاني، من أجل عقد ندوات صحافية، كأسلوب تواصلي مع الرأي العام المغربي، في شهر الصيام.