مرقد الامام موسى الكاظم في الكاظمية

اندلعت اعمال عنف وشغب في منطقة الاعظمية ذات الغالبية السنية في شمال بغداد فجر الخميس، اثناء عبور زوار شيعة يحيون ذكرى وفاة الامام الكاظم، ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص، بحسب ما افادت الشرطة.

وشملت اعمال العنف احراق منازل والاعتداء على مبنى تابع للوقف السني في الاعظمية التي يعبرها الزوار في طريقهم الى منطقة الكاظمية، لزيارة ضريح الامام موسى الكاظم احياء لذكرى وفاته التي تختتم مراسمها الخميس.

واتهم مسؤولون عراقيون، بينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، "مندسين" بين الزوار بالتسبب بهذه الاعمال.

وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة فرانس برس "قام مندسون من الزوار المتجهين الى مرقد الامام الكاظم، بالهجوم على مبنى تابع لهيئة استثمار اموال الوقف السني في منطقة الاعظمية، وحرقوا 17 منزلا على الاقل باستخدام مواد سريعة الاشتعال".

واوضح الضابط ان اعمال الشغب اندلعت بعيد الساعة الثانية فجر الخميس (2300 ليل الاربعاء بتوقيت غرينيتش)، بعدما سرت "شائعات" بين الزوار المتوافدين الى الكاظمية، عن وجود انتحاري يعتزم تفجير نفسه.

واضاف ان الفوضى التي حصلت اثر ذلك، تطلبت من الشرطة اطلاق النار في الهواء لتهدئة الحشود، ما دفع بعض الزوار للاعتقاد ان سكانا في الاعظمية هم من يطلقون النار باتجاههم.

وادت اعمال الشغب الى مقتل اربعة اشخاص على الاقل واصابة اكثر من عشرين، بحسب الضابط في الشرطة ومصدر طبي.

الا ان الروايات عن اسباب وفاة هؤلاء تباينت بحسب المصادر. ففي حين قالت الشرطة ان هؤلاء قتلوا جراء حرق المنازل، قال المصدر الطبي ان القتلى الذين نقلوا الى مستشفيات بغداد مصابون بطلقات نارية.

واتخذت السلطات العراقية اجراءات سريعة للحؤول دون تدهور الوضع.

واصدر مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي بيانا عند الفجر اعلن فيه ان الاخير، وهو القائد العام للقوات المسلحة، امر قوات الامن "بتطويق الفتنة وملاحقة مثيريها".

واعتبر العبادي ان ما جرى سببه "اندساس ارهابيين بين الزوار"، مؤكدا "التعامل بكل حزم مع اية محاولة لزعزعة العمل والعمل على الحفاظ على امن المواطنين وممتلكاتهم".

وزار العبادي صباح الخميس منطقتي الكاظمية والاعظمية "بعد تطويق الفتنة التي حاول عدد من المندسين احداثها"، بحسب مكتبه الاعلامي.

وتتخذ القوات الامنية منذ ايام اجراءات مشددة في مجمل بغداد لتأمين الزيارة، بمشاركة 75 الف عنصر من الجيش والشرطة، بما يشمل اقفال العديد من الشوارع، وتعطيل الادارات الرسمية الاربعاء والخميس.

وبدأت حشود من الزوار منذ ايام بالتوافد نحو الكاظمية حيث مرقد الامام موسى الكاظم، سابع الائمة المعصومين لدى الشيعة، لاحياء ذكرى مقتله في العام 799.

واستهدف الزوار خلال الاسبوع الماضي بهجمات تبناها تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق منذ حزيران/يونيو الماضي. وقتل ستة اشخاص في هجوم انتحاري وسط العاصمة وسقوط قذائف في شمال الثلاثاء، بعد ايام من مقتل سبعة اشخاص في تفجير سيارة مفخخة في وسط العاصمة كذلك.

المصدر أ.ف.ب