بغداد – نجلاء الطائي
تزايدت في اﻻونة اﻻخيرة بشكل ملحوظ في العاصمة العراقية بغداد ظاهرة انتشار المثليين في اغلب شوارع المدينة ، حيث أصبح لهؤلاء الناس اسواق يرتادونها وبضائع يشترونها، فيما اختلف البعض حول هذه الظاهرة ، فهناك من اعتبرها حرية شخصية ﻻ يمكن التدخل فيها.
ولا تزال غالبية المجتمعات الغربية تعارض هذا الظاهرة بشكل أو بآخر، أو على الأقل لا تنظر اليها بعين الرضى، ولكن القانون يحمي هذه الفئة من الاضطهاد او التمييز. وفي بعض الدول الغربية، أصبح تقبل ظاهرة الجنس المثلي اكثر انفتاحاً واصبح من العادي افتتاح نوادي وحانات ومراقص خاصة بالمثليين والمثليات.
وانتشر نوع جديد من "المثلية " في المناطق الشعبية ، واخذت تنموا منذ سنوات بشكل صامت وواضح، تتمثل بوجود علاقة بين ذكرين، لا تكون جنسية بالضرورة، بقدر ما تتمحور حول التملك.
المثلية الفريدة من نوعها ظهرت مع انتشار "كافيهات" خاصة في الاحياء الشعبية تروج لها، حيث يختار بعض الشباب، اقران اخرين لهم ذو مظهر جميل، ليكونوا رفاقهم في التسكع، حتى تتنامى الامور لتصل الى المثلية الكاملة احيانا، او تستمر كعلاقة لا يمكن ان توصف ابدا بانها صداقة بين شخصين من ذات الجنس.
العرب اليوم خاض في اروقة هذه الكافيهات، ليجد بان الامور لا تتوقف عند حد العلاقات غير المحددة تحت اطر المثلية او السوية، بل تتعداه الى التنامي نحو تجارة، او استملاك، يتم تبادل المال عبرها لنقل "الحلو" من ملكية شخص لاخر، او الاستملاك من قبل طرفين مما يؤدي الى نزاع عنيف، نتج عنه حالات جنائية كما اشير عبر تجارب بعض المبحوثين.
وتحدث سيف الذي يعمل في محل للألبسة الرجالية في بغداد : اصبح لسوق "الجينز" الهابطة رواجاً غير مسبوق وتنامى الطلب عليها بشكل كبير من قبل الزبائن ، مبيناً ان السوق اعتاد على بيع مثل هذه "الجينز" ، كما ان الناس اعتادوا على مشاهدة هؤلاء الشباب الذين يرتدون هذه الملابس ، مبيناً ان زيادة الطلب على هذه الموديلات جعل التجار يستوردونها بكثرة وبيعها في اﻻسواق المحلية .
بدوره قال سمير ، وهو احد الاشخاص الذين يرتدون "الجينز" قائلاً : على المجتمع ان ﻻ ينظر الينا باحتقار ، فنحن جزء من المجتمع ، وهذه اﻻزياء مجرد صرخات وموديلات تدل على تطور وتقدم المجتمع ومواكبتنا للعصر ، مضيفاً في كلامه نحن بلد ديموقراطي ويتمتع بالحرية والدستور العراقي يكفل حرية كل فرد ، ونحن ﻻ نعمل شيئا يخالف القانون حسب رأيه .
فيما قال مراقبون اصبح للمثليين مقاهي خاصة في بغداد يرتادونها ويجتمعون فيها ، اﻻن ان هذه المقاهي قد اغلقت ليس بأمر من الحكومة العراقية ، ولكن تعرض المثليون الى عمليات قتل مروعة قامت مجاميع مسلحة مجهولة في وقت سابق بتصفية هؤلاء المثليين ، غير انهم عادوا ليظهروا على الساحة من جديد ، موضحين ان الحكومة العراقية لم تشرع إلى اﻻن قانون يمنع هذه الظاهرة ، وان ظاهرة انتشار المثليين تنامت بشكل كبير وواسع في بغداد .
هذا وانتقد مواطنون بغداديون هذه الظاهرة ، مطالبين الحكومة العراقية بمعاقبة هؤلاء المتشبهين بالنساء حسب وصفهم ،مؤكدين انها ﻻ تعتبر حرية شخصية كون ان هذه الظاهرة هي تخرج عن الاخلاق والشريعة الاسلامية، كما انها تنافي العادات والتقاليد العربية المتعارف عليها في المجتمع العراقي ، مستغربين من حكومة ولدت من احزاب اسلامية ويدعي أعضائها انهم اسلاميون، وﻻيمنعون مثل هذه الحالات الشاذة عن المجتمع العراقي حسب وصفهم.
يشار الى ان المؤسسات الاجتماعية في العراق، غائبة بشكل كامل عن دراسة او تقنين هكذا حالات فريدة، بالرغم من تنامي مخاطرها، بل وصل الامر ببعض "المتنفذين" في اجهزة الدولة، الى الوقوع تحت طائلة هذا النوع الغريب من المثلية، او مهما كان يطلق عليها من تسمية.