عناصر من تنظيم داعش

 أكد ضابط في الجيش العراقي أن مسلحي "داعش" استدرجوا جنودا عراقيين إلى كمين قرب مستشفى جنوب شرق الموصل وحاصروهم، فيما قال التنظيم إن انتحاريا من عناصره قتل 20 عنصرا من الجيش.

وقال الضابط، الذي شاركت قواته في الاشتباكات، خلال حديث لوكالة "رويترز"، طالبا عدم الكشف عن اسمه، الأربعاء 7 ديسمبر/كانون الأول، إن العسكريين العراقيين تعرضوا لعدة هجمات بسيارات ملغومة في حي الوحدة الذي يقع فيه المستشفى.

وأوضح: "استطعنا تحقيق تقدم سريع يوم الثلاثاء في حي الوحدة لكن يبدو أن مقاتلي داعش كانوا يستدرجونا إلي كمين وتمكنوا بعد ذلك من محاصرة بعض جنودنا داخل المستشفى".

وأشار الضابط إلى أن فوجا من المركبات المدرعة ووحدات مكافحة الإرهاب بدعم من ضربات جوية أمريكية أرسل لتعزيز القوات المحاصرة في وقت مبكر يوم الأربعاء وتمكن من فتح طريق للخروج من الحي.

وتابع: "استطاعوا (العسكريون العراقيون) السيطرة على الموقف وأخلوا الجرحى وسحبوا الآليات .. العربات العسكرية المدمرة من محيط المستشفى".

ولفتت "رويترز" إلى أن الحادث جاء بعد يوم من إعلان قائد عمليات الجيش في الموصل أن العسكريين العراقيين دخلوا المدينة وسيطروا على مستشفى السلام، الذي يبعد أقل من 1.5 كيلومتر من نهر دجلة الفاصل بين شرق الموصل وغربها.

وفي وقت سابق من الأربعاء، أعلن تنظيم "داعش"، المصنف إرهابيا على المستوى العالمي، عبر وسائل إعلام تابعة له، أن مسلحيه حاصروا بعض القوات العراقية في المنطقة، قائلا إن مهاجما انتحاريا فجر نفسه بالقرب من المستشفى ما أسفر عن مقتل 20 جنديا.

وأضاف التنظيم أن 8 مركبات مدرعة دمرت كذلك في القتال، فيما لم يصدر تعليق رسمي من الجيش العراقي على الحادث.

ويأتي هذا التطور في وقت أفادت فيه خلية الإعلام الحربي العراقي بأن قطعات جهاز مكافحة الاٍرهاب تمكنت من تحرير حي الإعلام في شرق الموصل بالكامل.

يأتي ذلك، فيما تتواصل الاستعدادات لإطلاق عملية جديدة ضد مسلحي تنظيم "داعش"  باتجاه الساحل الأيمن لمدينة الموصل انطلاقا من ناحية حمام العليل.

يذكر أن الجيش العراقي يشن، منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول، عملية "قادمون يا نينوى" مدعوما بقوات "البيشمركة" الكردية ووحدات "الحشد الشعبي" و"الحشد العشائري" وطيران التحالف الدولي ضد "داعش"، بهدف تحرير مدينة الموصل.

وتعتبر هذه العملية الأكبر منذ اجتياح التنظيم لشمال وغرب البلاد وسيطرته على زهاء ثلث مساحة العراق في صيف 2014.

ولم تحدد القوات العراقية، حتى هذه اللحظة، عدد الخسائر في صفوفها، لكن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق أعلنت عن مقتل 1959 عسكريا و926 مدنيا في العراق، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بسبب "الهجمات الإرهابية والعنف والنزاع المسلح" بين القوات الحكومية و"داعش"، بينما تحدث الجيش عن قتله حوالي 1000 مسلح من التنظيم المتطرف خلال عملية تحرير الموصل.

وعلى رغم دخول حملة تحرير الموصل  أسبوعها الثامن، يوم الاثنين، ما زال مسلحو "داعش" يسيطرون على ثلاثة أرباع من المدينة، التي يقيم فيها نحو مليون شخص في ظل أوضاع تشبه الحصار إلى حد بعيد مع حلول الشتاء.