بغداد - العرب اليوم
أرسلت القوات العراقية اليوم الاربعاء قوات اضافية الى منطقة التأميم في جنوب غرب الرمادي لتعزيز انتصارها بانتزاع هذه المنطقة من تنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر على الرمادي منذ منتصف ايار/مايو الماضي.
من جهة اخرى، قتل ثمانية اشخاص واصيب 19 اخرون بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف اليوم مسجدا شيعيا في بغداد وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية.
وتمكنت القوات العراقية الثلاثاء بدعم التحالف الدولي الجوي من استعادة السيطرة على منطقة التأميم، اكبر منطقة في مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، في مؤشر مهم لعملية استعادة الرمادي باكملها.
وبعد ان تمكنت قوات مكافحة الارهاب وهي القوة الخاصة التي تخوض المعارك في الخطوط الامامية من تحرير المنطقة، ارسلت السلطات قوات من الشرطة المحلية للامساك بالارض.
وقال ضابط كبير في قيادة شرطة الانبار لوكالة فرانس برس ان "فوجا من قوات طوارىء الانبار تحرك من قاعدة الحبانية الى منطقة التاميم لمسكها بعد تحريرها".
من جهته، اعلن وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر ان الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام طائرات هليكوبتر هجومية ضد التنظيم الجهادي في معركة استعادة الرمادي اذا طلبت بغداد ذلك.
ويضم فوج الطوارىء 500 مقاتل من اهالي الانبار تم تدريبهم وتجهيزهم لتولي مسؤولية تثبيت المواقع في "المناطق المحررة"، بينما تخوض قوات الجيش ومكافحة الارهاب المعارك.
وقال علي داود، رئيس مجلس قضاء الخالدية شرق الرمادي، ان "الفوج مجهز بالسلاح والعتاد والاليات، وتم تدريب المقاتلين على حرب المدن ومسك المناطق المحررة من تنظيم داعش".
وسيطر الجهاديون منتصف ايار/مايو الماضي على مدينة الرمادي في هجوم استمر ثلاثة ايام استخدمت فيه شاحنات مفخخة ضد تجمعات القوات العراقية. ومحافظة الانبار احد اهم معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وتجاور سوريا والاردن والسعودية.
وبحسب مصادر عسكرية عراقية، قام طيران التحالف الدولي صباح اليوم الاربعاء بقصف تجمعات لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال المدينة ما اسفر عن مقتل العشرات من الجهاديين.
واعلن التحالف الدولي في بيان تدمير اربع سيارات مفخخة في غارات الثلاثاء الى جانب تفجير المصنع الذي تجهز فيه.
واكد البيان ان قوات التحالف نفذت كذلك اربع غارات استهدفت مواقع واسلحة للتنظيم الجهادي وحرمت مقاتليه من التحرك.
وامضت القوات العراقية اشهرا في محاصرة الجهاديين وقطع امداداتهم والاستيلاء على ضواحي المدينة بصورة تدريجية واحدة تلو الاخرى.
وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الارهاب صباح النعمان لفرانس برس ان "تحرير التاميم مهم جدا لانه سيفتح الطريق للوصول الى مركز المدينة، ويمكن القوات الاخرى من التقدم باتجاه الرمادي".
واعلن مسؤول عسكري آخر ان القوات العراقية تمكنت كذلك من استعادة مقر قيادة عمليات الانبار الواقع على ضفاف نهر الفرات شمال المدينة.
- القلق حيال وضع المدنيين -
وقال مبعوث الرئيس الاميركي لشؤون التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية بريت مكغيرك ان وجود المدنيين في الرمادي يتطلب الحذر عند الاقتراب خصوصا ان العملية تتقدم تجاه المدينة.
وقال لصحافيين في بغداد "لا يزال هناك مدنيون داخل الرمادي، (...) وداعش تمنع اي مدني من المغادرة".
واضاف "يحتفظون بالمدنيين كرهائن وكدروع بشرية، لذلك نحن نريد ان نتعامل مع هذا الامر بحذر شديد".
ودعا ضابط برتبة عميد في قيادة عمليات الانبار المدنيين القادرين على التحرك الى التوجه نحو منطقة الحميرة الواقعة جنوب المدينة، وهي احدى ضواحي الرمادي التي تسيطر عليها القوات العراقية منذ فترة طويلة.
واقر الضابط العراقي بصعوبة مغادرة هؤلاء السكان العالقين الى خارج المدينة.
وقال الضابط "لا تسمح داعش لسكان الرمادي بالتحرك، وهددت باعدام اي شخص يحاول المغادرة".
وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الارهاب ان "المعلومات التي لدينا تقول بانه ليس هناك مدنيون داخل الرمادي".
وتمكن التنظيم الجهادي من السيطرة على اجزاء واسعة من العراق بعد هجوم شرس في حزيران/يونيو عام 2014 ، بينها اغلب المناطق الحدودية مع سوريا ومدينة الموصل واجزاء واسعة من محافظة الانبار التي تشترك بحدود مع سوريا والاردن والسعودية.
من جهة اخرى، دعت تركيا الاربعاء رعاياها الموجودين في العراق الى مغادرته، باستثناء بعض المحافظات في اقليم كردستان، مشيرة الى مخاطر امنية، وذلك في بيان للخارجية التركية.
وقالت الوزارة في البيان "ان تحذيرنا للمسافرين يمتد ليشمل كافة المحافظات (العراقية) باستثناء دهوك واربيل والسليمانية" الواقعة في اقليم كردستان شمال العراق.
ونصحت الوزارة بعدم زيارة العديد من المحافظات العراقية وبينها البصرة والنجف والانبار وكركوك مضيفة "ننصح بشدة جميع من اقامتهم غير ضرورية بمغادرة هذه المحافظات باسرع ما يمكن".
وبررت السلطات التركية نداءها بتنامي التهديد للمؤسسات التركية مؤخرا وتصريحات تشجع "على العنف والترهيب والخطف".
وكان الطيران التركي شن سلسلة غارات ليلية ضد متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، حسبما اعلنت قيادة الجيش التركي في بيان.
على صعيد آخر، قتل ثمانية اشخاص واصيب 19 بجروح "في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف حسينية +اهل البيت+ في منطقة العبيدي" في شرق بغداد، بحسب ما ذكر عقيد في الشرطة لفرانس برس.
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية في وقت لاحق مسؤولية التفجير في بيان تناقلته مواقع الكترونية جهادية.
ويستهدف التنظيم الجهادي في العراق بانتظام مواقع دينية شيعية ومدنيين شيعة، بينها هجوم على مسجد جنوب بغداد في تشرين الثاني/نوفمبر تسبب بمقتل ستة اشخاص.
ا ف ب