مكة المكرمة ـ العرب اليوم
غيب الموت، يوم الجمعة الماضي، العم سعد بن علي الغامدي أشهر فوال في العاصمة المقدسة، عن عمر ناهز 85 عاما، بعد معاناته مع المرض، وأديت الصلاة عليه في المسجد الحرام ودفن في مقبرة المعلاة.
واشتهر الفقيد رحمه الله في مكة المكرمة وقراها بتمكنه من تقديم أطباق الفول والأكلات الشعبية بجودة عالية، وعرف عنه تسامحه وبشاشته التي لا تغادر محياه وكذلك مساهماته الكثيرة والمتعددة في أعمال الخير والتطوع ومساعدة الفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام، محتسبا الأجر والمثوبة من الله تعالى.
أبصر العم سعد رحمه الله النور في قرية بني مشهور إحدى قرى الباحة عام 1350هـ ونشأ فيها وتربى بين مرتفعاتها ومزارعها حتى بلغ الخامسة عشرة من عمره في مهنة الفلاحة، لينتقل بعدها إلى مكة المكرمة باحثا عن عمل شريف يجد منه لقمة عيش تساعده على تقلبات الحياة، وتمكنه من إكمال نصف دينه، وليبدأ طريق الكفاح والعصامية والاعتماد على النفس رغم صغر سنة، فاختار مجال بيع الفول الذي برع فيه من خلال محله التي لا تزيد مساحته على 10 أمتار مربعة في القشلة بوسط مكة المكرمة وكان ذلك في 1365هـ، إذ كانت تعتبر محطة لراحة المسافرين والقادمين من خارج أرض الحجاز، ثم توسعت تجارة العم سعد حتى انتشرت مطاعمه في جميع أركان العاصمة المقدسة ونقش له اسما تجاريا يقصده الكثير من الناس.
وعلى الرغم من كثرة محال الفول إلا أن مطعم الغامدي أصبح وجهة يفضلها كثير من أبناء مكة المكرمة، خصوصا في الشهر الفضيل، وقضى العم سعد رحمه الله نحو 60 عاما خلف جرة الفول، وظل الراحل متمسكا بعاداته النبيلة وأخلاقه الحميدة، على الرغم من تغير أوضاعه المالية للأفضل، فطيبة العم سعد والابتسامة التي لا تفارق محياه، كانتا السر وراء نجاحه، إذ يحرص كثير من أهالي مكة المكرمة على بدء يومهم بلقمة هنيئة من يد العم سعد الغامدي، وللفقيد رحمه الله خمسة من الأبناء هم حسن ومحمد وسعيد وعلي وسامي.