الرياض – العرب اليوم
يلف الغموض مصير رجل الدين السعودي الشيعي الشيخ نمر النمر، بعد انتشار أنباء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي عن تنفيذ حكم الإعدام فيه في أول يوم من أيام العام الجديد 2016.
وثارت حالة من البلبلة في مواقع التواصل الاجتماعي حول تنفيذ حكم الإعدام بالشيخ النمر، فيما بدت وسائل الإعلام العربية والعالمية في حالة تردد حول التعاطي مع الموضوع، في ظل غياب أي تصريح رسمي سعودي ينفي أو يؤكد الخبر.
ولحد الآن لا يتعدى الحديث عن تنفيذ حكم الإعدام في الشيخ النمر، مواقع التواصل الاجتماعي التي تشهد عدة وسوم تفاعلاً جنونياً فيها، مثل الوسم “#العواميه_تنتفض”، والوسم “#قصاص_نمر_النمر”، والوسم “#الوطن_يقتص_من_الارهاب”.
وكان المتحدث باسم هيئة دار الإفتاء لأهل السنة في العراق، عامر البياتي، قد قال قبل يومين في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية، إن “زيارة مرتقبة سيقوم بها مفتي أهل السنة في العراق الشيخ مهدي الصميدعي، إلى السعودية، تلبية لدعوة رسمية من الرياض، وسيبذل جهده للتوسط لدى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، للعفو عن نمر النمر”.
وقال البياتي إن “الصميدعي طلب قبل فترة من الملك السعودي التريث في تنفيذ حكم الإعدام، توطيداً لروح الأخوة والتسامح”، مؤكداً أن “طلب الصميدعي لقي قبولاً، وقال الملك السعودي له: نعم قبلت الشفاعة ويؤجل حكم الإعدام في قضية إعدام نمر النمر”، بحسب البياتي.
والصميدعي شخصية مقربة من السعودية، وبالاستناد إلى تصريحاته فإن السعودية لن تنفذ حكم الإعدام في الشيخ النمر قبل زيارته المرتقبة للمملكة، وقد لا يتعدى الحديث عن تنفيذ الحكم بالون اختبار لمعرفة ردة الفعل على إعدام النمر.
وحكم على النمر بالإعدام تعزيراً في مارس/آذار الماضي، بعد سلسلة جلسات قضائية وتدرج بين المحاكم المختصة التي انتهت إلى أن “شره (النمر) لا ينقطع إلا بقتله”، بعد أن أدين بتهمة إثارة الفتنة في البلاد، والخروج على إمام المملكة والحاكم فيها لقصد تفريق الأمة وإشاعة الفوضى وإسقاط الدولة.
وتبدي إيران وقوى شيعية عراقية ولبنانية اهتماماً بالغاً بمصير النمر، ويقول مراقبون إن تنفيذ الحكم مستبعد بسبب الاهتمام الخارجي بقضية النمر والذي قد يدفع السعودية للتريث في القضية التي يخشى أن تزيد من تأزيم العلاقة المتوترة أصلاً مع إيران وحلفاءها الشيعة في المنطقة.
لكن وجهة نظر أخرى حول القضية يقول مؤيدوها إن الرياض لم تعد تهتم بموقف طهران من إعدام الشيخ النمر، مع وصول العلاقة بين البلدين إلى حد المواجهة شبه المباشرة في سورية واليمن، حيث تدعم كل من الرياض وطهران أحد طرفي النزاع هناك.
وكان مسؤولون إيرانيون رفيعو المستوى، ناشدوا العاهل السعودي الملك سلمان عدم تنفيذ الحكم في الشيخ النمر، محذرين من مخاطر ذلك على العلاقة بين البلدين، فيما اختارت قوى شيعية عراقية ولبنانية تهديد المملكة فيما لو نفذت الحكم.
وكان النمر قد ألقي القبض عليه في 8 يوليو/ تموز 2012، ووصفه بيان وزارة الداخلية آنذاك بأنه “أحد مثيري الفتنة”، وجاء اعتقاله على خلفية مظاهرات شهدتها القطيف شرقي السعودية، تزامناً مع احتجاجات البحرين في شباط/ فبراير2011، وزادت حدتها في عام 2012.