أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية أن المملكة سعت إلى إعادة اللحمة إلى دول مجلس التعاون الخليجي وتعزيز مسيرته والتنسيق بين سياسات دوله بما يحقق الأمن والاستقرار كأولوية للوصول إلى تحقيق الاتحاد والتكامل والتعاون في مختلف المجالات.

وأضاف خادم الحرمين الشريفين ، في خطابه أمام مجلس الشورى وألقاه نيابة عنه سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، أن المملكة تواجه تحديات إقليمية غير مسبوقة نتيجة لما حل بدول مجاورة أو قريبة من أزمات حادة عصفت بواقعها ودفعتها إلى مستنقع الحروب الأهلية والصراعات الطائفية مما يتطلب منا اليقظة والحذر.

وقال إن هذا اللقاء يأتي في ظروف دولية وإقليمية بالغة الحساسية والدقة فالمحيط الإقليمي يموج بالقلاقل والفتن ، كشر فيه الإرهاب عن أنيابه قاتلا للأنفس وسالبا للأموال ومنتهكا للأعراض، ومع تلك الظروف وما تستدعيه من انشغال بها ، "فقد واصلت دولتكم مسيرتها التنموية ساعية إلى تعزيز الأمن وتحقيق راحة المواطن ".

وشدد خادم الحرمين الشريفين على أن قيادة المملكة "مدركة لهذه التحديات وتداعياتها وستبقى بلادكم تتمتع بما حباها الله من نعم عديدة وفي مقدمتها نعمة الأمن والاستقرار".

وأوضح الملك عبد الله بن عبد العزيز أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، وستظل في صدارة اهتماماتنا الخارجية ومحور تحركاتنا السياسية على الساحات دولية لمساندة إخواننا الفلسطينيين في مواجهتهم المستمرة للعدوان الإسرائيلي، "وقدمت دولتكم دعما سياسيا وماليا لإخواننا الفلسطينيين وحرصت على رفع الصوت الفلسطيني عاليا ومساندته في كل المحافل الدولية".
وأضاف أن المملكة بقيت على صلة وثيقة بالعمل العربي والإسلامي المشترك على مستوى الجامعة العربية وعلى مستوى منظمة التعاون الإسلامي وحرصت على التشاور مع الأشقاء العرب والمسلمين لحل الأزمات التي تعصف بعالمنا العربي والإسلامي ، كما بادرت بتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من تلك الأزمات ، والمحتاجين من أنحاء العالم.

وعلى الصعيد الاقتصادي ، أشار خادم الحرمين الشريفين الى أن ما يحدث في سوق البترول العالمية من تطورات طارئة، سببتها عوامل عديدة، يأتي في مقدمتها ضعف النمو في الاقتصاد العالمي، لافتا وإن هذه التطورات ليست جديدة في سوق البترول، "وقد تعاملت معها حكومة بلادكم في الماضي بإرادة صلبة، وبحكمة وحنكة، وسوف تتعامل مع المستجدات الحالية في سوق البترول العالمي بذات النهج".

قنا