جثة ـ أرشيفية

فُجع أهالي إحدى قرى منطقة حائل بوفاة مسنة على يد ابنها؛ وذلك بعد أن دهسها خطأ بالقرب من منزلهما.

وتبيِّن التفاصيل أن المسنة أُصيبت بمرض منذ ما يقارب سبع سنوات؛ تطلَّب علاجه مراجعة مستشفيات متعددة في العاصمة الرياض على فترات متقاربة؛ فنذر أحد أبنائها نفسه لمرافقتها لانشغال بقية إخوته بأعمالهم التي تتطلب وجودهم دائمًا بمقار أعمالهم، ورفض الزواج حتى شفاء أمه؛ إذ أخبره الأطباء بإمكانية شفائها قريبًا.

وقبل نحو شهر من وفاتها شُفيت من المرض؛ وهو ما أسعد قلب ابنها وإخوانه؛ فتعاهدت زيارة جيرانها في القرية كعادتها من فترة لفترة. وفي أحد الأيام زارت جارتهم القريبة من منزلهم ليلاً، وعند عودتها حاولت تجاوز شارع مظلم بالقرب من منزلهم، وإذا بسيارة تصطدم بها، وحين نزل سائقها لاكتشاف الأمر وجد امرأة ملقاة على الأرض، وحين سارع لحملها لنقلها للمستشفى فوجئ بوالدته بين يديه؛ فوقع مغشيًّا عليه بالموقع نفسه، وهرع إخوته للموقع، وقاموا بإسعاف والدتهم وشقيقهم إلى المستشفى، وبقيت والدتهم تحت الملاحظة الفائقة نحو ساعتين، ثم أعلن الطبيب وفاتها إثر تأثرها بجراحها.

وكان للحادثة وقع الصاعقة على أبنائها عامة، وعلى ابنها البار أقوى؛ فوالدته التي قدم حياته من أجلها حفاظًا على حياتها يقوم هو بدهسها وإنهاء حياتها.

وتقبل زوجها وأبناؤها الحادثة برضا؛ لأنها قضاء من الله وقدر منه، سائلين الله الرحمة والجنة لفقيدتهم، وأن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يربط على قلوبهم وقلب ابنها الذي ضحى بنفسه من أجلها، وتوفيت وهي راضية عنه داعية له في كل وقت بالتوفيق.