الرياض - العرب اليوم
رعى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، بحضور معالي نائب الوزير لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، وكبار المسؤولين في الوزارة، الحفل الذي أقامته الوزارة بمقرها في الرياض اليوم، للإعلان عن الفائزين بجائزة الفروع المتميزة لهذا العام.
ونوه معاليه بتنافس فروع الوزارة في جودة العمل، وأداء رسالة الوزارة في جميع مجالاتها, مؤكداً أن الجودة في العمل مطلب شرعي وإداري، وأن أهل الجودة مأجورون عند الله ــ جل وعلا ــ؛ لحسن امتثالهم التوجيهات الهادفة ؛ للارتقاء بالعمل.
وأعرب معاليه عن أمله أن تكون الجائزة أساس لكل ما سيكون من أعمال في جميع الجوانب، مذكراً بأن الوزارة تقدم الخدمة الدينية للناس داخل المملكة وخارجها, وأن فروع الوزارة مختصه بتقديم هذه الخدمة، لاسيما في قطاع المساجد والدعوة والإرشاد.
وقال آل الشيخ: إن الجودة الإدارية، والتميز الإداري والتنافس فيهما، وسيلة جيدة ومثالية لتحقيق الهدف؛ المتمثل في تقديم أفضل الخدمات للمستفيدين، مشيراً إلى أن تفوق الفرع أو تسابق الفروع في التميز هو تحسين لخدمات الفروع فيما يتصل بالناس, في الأمور الإدارية أو المسؤولية الاجتماعية، وكلها تتعلق بخدمة أهداف الوزارة في الخدمة الدينية المتصلة بالناس وهي النتيجة الحقيقية لتميز الفروع؛ لأن الفرع إذا تميز في إدارته، وضبطه، وهيكلته، وفي تشغيل ذوي الطاقات واكتشاف المواهب، وفي تعزيز القدرات إلى آخر ما هو مذكور في معايير الجائزة , فالنتيجة هي جودة الإنسان والموظف والعمل المنتج.
وتابع معاليه قائلاً: إن الجودة الإدارية تحتم أن يكون هناك جودة في المخرج الكبير, ووزارة الشؤون الإسلامية منوط بها الاهتمام بالمساجد وكل ما يتصل بها، والعمليات الإدارية إذا كانت مميزة جيدة وراقية نتطلع فيها إلى ما هو أعلى، وهذا معناه أن الخدمات النهائية التي تصل للناس ستكون أعلى , ولذلك هناك تلازم بين الجائزة وجودة المنتج، فإذا صار عندنا جودة في الفرع صار عندنا جودة في التعامل مع الخطباء، وفي توجيه الخطباء وتأهيلهم، وجودة في الخطبة نفسها، وجودة في المسجد، وفي تعامل الإمام مع المسجد، وتعامل الشركات في بناء المساجد وصيانتها، وهكذا بالنسبة لمجال الدعوة والإرشاد، حيث ستكون نطاقات الدعوة أكثر، وسوف يكون هناك شعور بأهمية الدعوة إلى الله تعالى في توجيه الناس فيما هو نافع لهم في دينهم ودنياهم وفي صلاح أمرهم، وأهمية عبادتهم لله تعالى، وأهمية التوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الحال والاستطاعة، وأهمية الانتشار، وكيفية تحبيب الناس إلى الناس، وتحبيب الناس إلى ربهم، وتماسك الأسرة إلى آخره.
واسترسل آل الشيخ بالقول: إننا ننظر لهذه الجائزة كمنجز مهم، لأنه سيصب في تطوير العمل وتقويته، مؤكداً أن نتائج الجائزة بداية لنهضة جدسدة لفروع الوزراة، مشيراً إلى أنها تأتي في إطار التعاون على البر والتقوى، ومشيرا إلى الإدارة الإسلامية في عهد النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ وفي عهد الخلفاء الراشدين واضحة في قوله ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ لمن أرسلهما إلى اليمن: (تطاوعا ولا تختلفا ويسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا)، فأساس الولاية والإدارة التطاوع على البر والتقوى دون منازعات؛ لأن المنازعات والاعتداد بالنفس ليست طريقة إسلامية ولا سلفية، ومن ثم فلابد أن نوطن مفهوم المحبة والمودة بين المسؤول والمدير ومن يتبعه، والغلط يصحَّح بأحسن طريقة وتكون المعالجة بأقل قدر من الخسائر. فإذا كان هناك تعاون على البر والتقوى وتواد وتعاطف وصلنا بالفرع "بيئة العمل" إلى نموذج حي للإدارة الإسلامية وهذا المفهوم نريده أن ينتشر بقوة.
وأعاد معاليه التأكيد على أن الفروع هي أذرع الوزارة، وديوانها يهتم بالقضايا الكلية وبالتخطيط، وبتيسير الدعم وإزالة العوائق وتحسين الصورة الذهنية للوزارة لدى الناس، فهذه قضايا كلية لتوزيع العمل، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لها أكثر اتصال مؤثر بالناس ؛ لأنه اتصال ديني له روحانية، وهذا يقتضي الكثير من العمل والمسؤولية. ومن ثم فلابد أن يكون هناك تنافس حقيقي بين الفروع للتميز.
وفي نهاية كلمته، عبر معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ عن شكره لمعالي النائب، وللأمين العام للجائزة المستشار الدكتور حمد بن بكر العليان، ولجميع الذين حرصوا على تحقيق هذا التعاون المثمر المهم الذي نريد أن نخطو خطوات أهم وأكبر منه في جودة أعمال الوزارة، فنحن حريون بالجودة فلدينا ــ والحمد لله ــ طاقات ورجال يتحملون المسؤولية في التوجه للهدف والعمل له لتحسين المراد وتحقيق أهداف الوزارة.
وكان الحفل قد استهل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بعد ذلك، ألقى معالي نائب الوزير لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، كلمة أبان فيها أن هذا التكريم يأتي انسجاما مع ما تبذله فروع الوزارة من أعمال لتحقيق أهداف ورسالة الوزارة، وإذكاء روح التنافس، وإبراز جوانب التميز في الأعمال المناطة بها.
وقال معاليه : إن الهدف من استحداث الجائزة يأتي لتأصيل المبادئ الإسلامية في الآداب وإتقان العمل، ونشر الوعي بثقافة الإبداع والتميز والجودة والالتزام في الوزارة وفروعها، وإذكاء روح التنافس الإيجابي بين موظفي الوزارة، وتشجيع العمل المتميز وإبراز الجهد الذي تبذله الوزارة في خدمة المساجد والدعوة، وتشجيع المتميزين وتكريمهم ودعم مكانتهم في المجتمع، والمساهمة في بناء مجتمع التميز والإبداع وتحقيق أعلى معايير الجودة.
وأضاف يقول : أما معايير تقييم اختيار الفروع المتميزة فقد تمت وفق التالي : الأول : دور الفرع الإيجابي في خدمة المجتمع (من خلال السمعة والتعامل مع المستفيدين من خدمات الفرع)، والثاني : التطوير المستمر للأعمال، وتحسين البنية الأساسية للفرع (برامج حاسوبية، اتصالات إدارية فعالة، أثاث مبنى) لتحقيق أهداف الوزارة، والثالث : كفاءة العاملين (الجهاز الإداري والفني) وقدرتهم العلمية لأداء العمل والمبادرة والإبداع.
وأبان معاليه أنه شارك في لجنة تحكيم الجائزة عدد من المسؤولين في الوزارة بحكم اختصاصهم، ذاكراً أسماءهم، إضافة إلى الأمين العام للجائزة المستشار الدكتور حمد بن بكر العليان الذي بذل جهدا مميزا فيها منذ أن كانت فكرة حتى ظهرت على أرض الواقع، مشيراً إلى أن المعايير وضعت لها عناصر وفق نماذج استبانات محددة بحيث يكون هناك دقة في تقييم الأداء، وأن إجراءات الترشيح والاختيار تمت بشكل مباشر إلكترونياً " أون لاين" .
وانتهى الدكتور توفيق السديري إلى القول: إن كون أحد الفروع يفوز بالمركز الأول وآخر بالمركز الثاني وآخر بالثالث لا يعني أن هناك تقصيرا من الفروع الأخرى فمديرو الفروع يبذلون لتحقيق أهداف الوزارة، وإنما وضعت الجائزة للتحفيز على مزيد من البذل والعطاء في ظل توجيهات القيادة الرشيدة.
ثم قام معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ بتكريم أعضاء لجنة الجائزة، ومحكميها .. تلا ذلك الإعلان عن الفائزين بالجائزة لهذا العام .. حيث حصل فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة على المركز الأول، فيما حصل فرع الوزارة بمنطقة الرياض على المركز الثاني، وحصل فرع الوزارة بمنطقة المدينة المنورة على المركز الثالث.. حيث تسلم الشيخ فهد بن سليمان التويجري جائزة المركز الثالث، ثم الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الناصر جائزة المركز الثاني، ليأتي الدور على الشيخ علي بن سالم العبدلي المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة ليتسلم جائزة المركز الأول.