أهالي الباحة يستعيدون دفء المعايدات المنزلية

لايزال أهالي الباحة في مناسبات الأعياد يتمسكون بالمأكولات الشعبيَّة، والتي تُعتبر من الأطباق المفضلة لديهم كالعصيدة والدغابيس والمرق والسمن والعسل البلدي، فيما تتسيّد الخبزة المنقاة موائد الإفطار في العيد، حيث تقدم في جو يسوده التراحم والتآلف والمودة، ويقع على النساء العبء الأكبر في إعداد الوجبات منذ الصباح الباكر، وتتسابق ربات البيوت وكبار السن المحبون لهذه الأكلات في إعداد الأطباق الشعبيَّة المختلفة أيام المناسبات والأعياد.

ويذكر صالح آل فاضل معرّف قرية الفرشة بالباحة: نحرص في العيد على جمع أبناء القرية على مائدة إفطار واحدة بجامع القرية، يجتمع فيها الكبير والصغير، وحتّى النساء في مصلى النساء، أو أحد المنازل القريبة، ونقدّم جميع الأكلات الشعبيَّة المعروفة في الباحة، بحيث تقوم كل عائلة بإحضار صنف معيّن من الأكلات الشعبيَّة، ومن الأكلات، التي نقدّمها في سفرة الإفطار الخبزة المقناة والعصيدة وصحاف العيش بالسمن والعسل، بالإضافة إلى أننا نقدم العديد من الهدايا للأطفال.

وأضاف آل فاضل في هذا العام قررنا إحياء عادة قديمة اندثرت مع التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، وهي زيارة لجميع أهالي القرية في منازلهم، وتهنئة كل فرد في منزله كما كانت عادة الآباء والأجداد، وذلك بعد الاجتماع على مائدة الإفطار فيما تنطلق بعد صلاة العشاء العرضة الجنوبيَّة، وإلقاء القصائد الشعريَّة، وتكريم المشاركين في تنظيم سفرة العيد.

وقال العم سالم عيدان إن النساء تتولَّى مهمَّة إعداد الأكلات الشعبيَّة في وقت مبكر قبل صلاة فجر العيد، ويشترط أن تكون جميع الوجبات من الأكلات الشعبيَّة المعروفة في المنطقة حتَّى يتعرَّف الأبناء، ما كان آباؤهم يأكلون ممَّا تنتجه مزارعهم من القمح والبر والعسل والسمن.

وتشير أم حامد "معدة أكلات شعبيَّة" وتقوم بعمل الخبزة المقناة والدغابيس والعصيدة والمرق ولديها زبائن مشيرة أنها وجدت مصدر دخل جيدًا، وتلقى طلبًا كبيرًا عليها.

وأضاف سلمان آل عبيد إن الأكلات الشعبيَّة، وعلى رأسها الخبزة من الأكلات المفضلة لدى أهالي المنطقة، فلا تكاد تخلو سفرة العيد منها، مضيفًا إن الأكلات الشعبيَّة القديمة تتميَّز عن الوجبات الحديثة والسريعة اليوم بقيمتها الغذائيَّة وفوائدها سيما أن جميع مكوناتها طبيعيَّة.

وأوضحت أم إبراهيم إنَّ من أشهر الأكلات المطلوبة في العيد هي الخبزة، والتي يتطلّب إعدادها وقتًا وجهدًا كبيرًا، ونقوم بإحضار دقيق الحنطة البلدي، وعجنها بالماء، ومن ثم وضعها على الصاج، وتغطى بالنار حتى تنضج وتؤكل مع السمن والعسل والمرق، وثم يأتي بعدها العصيدة والدغابيس، فلا تكاد تخلو منها موائد العيد. 

وتقول عائشة الغامدي إن الخبزة المنقاة تختلف في إعدادها عن خبزة الأفران الحديثة حيث إن الخبزة المقناة تعمل على الحطب من شجر (الشث) المعروف في جبال الباحة، وتعمل من دقيق الحنطة، ويقوم بعجنها مجموعة من النساء، ويضاف إليها حبوب السنوت والحبّة السوداء من ثم توضع على حجر مستدير الشكل يُسمَّى بالصلاة، ومن ثمَّ تغطى ويشعل الحطب عليها حتَّى تنضح ومن ثمّ تقطع وتقدم مع العسل والسمن والمرق، وهي من أكثر الأكلات الشعبيَّة التي يفضلها أهالي الباحة.