جدة – العرب اليوم
شاءت الأقدار في أن يكون رجل الأمن "موسى المطيري" من منسوبي شرطة منطقة القصيم والمنتدب للعمل في أمن المسجد النبوي الشريف، ناجيًا للمرة الخامسة من الاعتداءات الإرهابية، موسى شارك في خمس عمليات أمنية سابقة في مواقع مختلفة، تعرض مرتين لإصابات مختلفة، إلا أنه يعود أقوى عزمًا وإصرارًا لحماية أرض الحرمين، يقول: لا يعلم أصحاب الفكر الضال والنفس الضعيفة أن الشهادة في سبيل الله حلم يدور في خلد كل من يعيش في هذه البلاد المباركة، ويضيف: في كل عمل إرهابي تجد هناك رجالًا لا يهابون الموت يقفون سدًا منيعًا في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمن المملكة، فقد شاركت في عملية "الحاج" عام ١٤٢٥ وأصبت بشظية، وشاركت في عملية "حي السويدي" وعملية التعاون والتي تم من خلالها قتل ١٥ إرهابيا، وشاركت في عملية "الروضة" شارع خالد بن الوليد، وكذلك عملية حي الفيحاء.
ويسترجع موسى المطيري لحظات التفجير الإرهابي، حيث قال لم يكن موقع زملائنا ببعيد عن موقعنا، حيث كانوا يستعدون لترتيب سفرتهم للإفطار، ونحن كذلك ولا تفصل بيننا سوى سيارة واحدة فقط، وقبل أذان المغرب وقبل الإفطار قمنا بدعوتهم للإفطار معنا إلا أنهم أخبرونا بأنهم أحضروا بعض الطعام من أحد المطاعم القريبة، وماهي إلا لحظات وسمعنا صوت التفجير بمكان زملائنا فتوجهنا عاجلا للموقع أنا وزملائي شاهدنا النار، وهي ترتفع وتتسارع قررنا عاجلا إنقاذ زملائنا، ونحن نسمع أصوات بعضهم دخلنا للموقع وأخرجناهم واحدا تلو الآخر إلا أننا لم نستطع إنقاذ زميلنا الرابع، حيث كانت ألسنة النار أقوى، وكان هاني وهو أحد الشهداء يستغيث بِنَا بعد أن رفعته على يدي وهو يقول: "أشهد أن لا إله إلا الله" ويتمتم بلسانه من شدة الإصابة، إلا أن الله اختاره شهيدًا