وزارة النقل السعودية

على الرغم من تعهد وزارة النقل بإنهاء كافة مراحل مشروع طريق الهجرة في المدينة المنورة الذي استمر لأكثر من سبع سنوات إلا أن ساعة الصفر قد بدأت تداهم الجدول الزمني لتدق أجراسها الاثنين مع اليوم الأول من شهر رمضان، الموعد الذي وضعته الوزارة بإشراف إمارة منطقة المدينة المنورة، أمام المقاول المسؤول عن تنفيذ المشروع لإنهاء كافة المراحل وإعادة تشغيل الطريق الحيوي بالمنفذ الرئيس لطريق مكة المكرمة السريع قبل رمضان المقبل.

وكان تحرك إمارة المدينة المنورة مطلع العام الميلادي الجاري سريعًا مع مطالبات المواطنين وما طرحته من خلال التقارير السابقة حول معاناة سكان الأحياء المجاورة للمشروع ومستخدمي الطريق السريع الرابط بين غرب المدينة المنورة وجنوبها بسبب تعثر أعمال المشروع الذي ترتب عليه تعثر حركة السير وتهميش الخدمات التجارية المحاذية للطريق السريع الذي يمتد لـثمانية كيلومترات نتيجة تحويل المسار إلى طريق الفضل بن عباس أو ما يعرف بـ"طريق الممشى".

ونتج عن اللجنة المشكلة بتوجيه من أمير المنطقة في تلك الفترة تشغيل طريق الخدمات المؤدي إلى اتجاه مكة المكرمة وأرجعت الإمارة في بيان لها آنذاك أسباب التأخر في التنفيذ إلى طبوغرافية وحيوية الموقع المتمثل في تقاطع طريقي الهجرة والأمير سلطان بن عبدالعزيز والذي لا يتناسب مع تنفيذ المشروع كجسر علوي مما استدعى تشكيل لجنة فنية قررت تعديل المشروع إلى نفق وهو ما أدى إلى توقف العمل وإعادة دراسة وتضميم المشروع مجددًا وهو ما تطلب إجراء ترحيل كافة الخدمات الأرضية كالماء والكهرباء ضغط عال ومتوسط وشبكات الاتصالات بشكل متتابع حيث استكمل المشروع بنهاية العام الماضي.

جولة المدينة

ورصدت خلال جولة على أعمال تنفيذ المشروع تصاعد وتيرة العمل في الموقع على الأجزاء المتبقية في الطريق السريع باتجاه مسجد قباء فيما تشكل تلك الأعمال تحديًا للمواقع للوفاء بالتعهد الذي جاء على لسان مسؤولي الوزارة أمام أهالي المنطقة، ورصدت استمرار الحركة المرورية في التحويلة البديلة لطريق الممشى للقادمين من مكة المكرمة باتجاه المدينة المنورة فيما لا تزال الحركة المرورية تعمل وفق المسار الإضافي عبر المرور المحلي في الاتجاه المعاكس ليتم بعد ذلك إعادة توجيه حركة المركبات على الجسر الجديد ضمن مراحل المشروع.

أرشيف المشروع

وبالعودة إلى تاريخ المشروع الذي يعد أحد أهم المشروعات الحيوية في المدينة المنورة فقد كانت أولى مراحله قبل نحو سبع سنوات حيث كانت من المتوقع أن تنهى كافة مراحله خلال ثلاثة سنوات فقط منذ انطلاق المشروع إلا أن تغيير التصاميم النهائية للمشروع وظهور الخدمات الأرضية التي كانت تعترض المشروع قادت إلى التأخير وتغيير التصاميم الهندسية إلى الصورة الجديدة التي ستبدو عليه واضحة لأهالي المدينة المنورة ومستخدمي الطريق السريع.

تحويل المسار

وفي الوقت الذي تطلب فيه تنفيذ المشروع إغلاق الطريق بشكل كامل لإجراء ترحيل الخدمات الكاملة لشبكات المياه الرئيسة وخطوط وإمدادات الكهرباء بالضغط العالي والمتوسط وشبكات الاتصالات بشكل متتابع حتى نهاية العام الماضي وتحويل المسار إلى طريق الممشى، ساهم افتتاح طرق الخدمة في مشروع طريق الهجرة باتجاه مكة المكرمة في تحقيق المزيد من الانسيابية للحركة المرورية التي تشهدها الطرق البديلة لطريق الهجرة خلال تلك الفترة ليلعن بعد ذلك الانتهاء من المرحلة الأولى من مراحل المشروع الذي تسبب في حالة من الارتباك المروري نتيجة التحويلات المرورية المؤدية إلى مخطط الأمير نايف بن عبدالعزيز ونتيجة إغلاق مخرج الطريق الدائري المؤدي إلى المشروع.

الموعد رمضان

ويذكر أن المشروع كان يسير على مرحلتين مثلت الأولى منه بتكلفة 108 ملايين ريال تنفيذ الطريق الرئيس وطرق الخدمة والحوائط المساندة وجسور الدوران باتجاه المدينة المنورة والآخر باتجاه مكة المكرمة فيما شكلت المرحلة الثانية منه بتكلفة بلغت 152 مليون ريال تنفيذ معبر سفلي على طريق الهجرة مع تنفيذ الحوائط الاستنادية بطول 2.6 كيلومتر تنتهي في منتصف 1438هـ إلا أن جهود اللجنة المشكلة برئاسة إمارة المنطقة قادت إلى الحصول على تعهد وزارة النقل للانتهاء من كافة مراحل المشروع وإعادة تشغيله قبيل رمضان المقبل.