الملك عبدالله بن عبدالعزيز

أكّد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أنَّ للمواطن السعودي قيمة في العالم كله، وأن سمعته طيبة في كل مكان، معربًا عن أسفه لوقوع بعض الشباب في براثن "الشيطان"، الذي أرشدهم إلى بلاد الدمار، تاركين أهلهم بين النحيب والدعاء.
جاء ذلك في كلمة وجهها إلى مهنئيه، من الأمراء والعلماء والمسؤولين، بحلول شهر رمضان المبارك، في قصره في جدة.
وأضاف العاهل السعودي "أرجو من الله عز وجل أن لا يكدر علينا أي إنسان إن شاء الله، فالشيء الأول أنكم متمسكون بربكم عزّ وجل، والثاني، ولله الحمد، ما لأحد عليكم فضل أبداً أبداً".
وتابع "ربّكم أعلم بكم وأعلم بالسرائر، ولله الحمد، نعتقد وإن شاء الله صحيح، أنه راضٍ عنا إن شاء الله، لأن كل شيء نتحرك فيه ييسره من صغير ومن كبير ولله الحمد، وسمعتكم ولله الحمد في العالم كله لها قيمتها، السعودي له قيمة ولله الحمد، ماعدا هؤلاء الناس من أولادنا مع الأسف، أولادنا ونشفق عليهم، ولكن الشيطان طغى على الذين غرهم، وأرشدهم ودلهم إلى بلاد الدمار، ووالديهم ما همهم إلا النحيب والدعاء، وحسبنا الله على من دلّهم على هذا الدرب السيء، وأنتم ولله الحمد بخير".
وأردف "إخواني أدعو لكم بالتوفيق، وأطلب من الرب عز وجل أن يوفقنا جميعاً لخدمة ديننا ووطننا، وكل مسلم إن شاء الله مرده إلى الخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وكان خادم الحرمين الشريفين قد استقبل في قصره في جدّة، مساء السبت، الأمراء والعلماء والمشايخ ورئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري، والوزراء، وكبار المسؤولين، من مدنيين وعسكريين، وجمعاً من المواطنين، حيث بدأ الاستقبال بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
وألقى رئيس المحكمة الإدارية العليا في ديوان المظالم الشيخ إبراهيم بن سليمان الرشيد كلمة، هنأ في مستهلها خادم الحرمين الشريفين ببلوغ شهر رمضان المبارك.
وأضاف "مملكتنا الغالية تعيش في نِعم لا تعد ولا تحصى، في مقدمتها نعمة الإسلام، ثم نعمة الأمن والأمان، التي فقدتها كثير من الدول، وما نعيشه من رغد، وما تشهده بلادنا المباركة من مشاريع جبارة في مختلف المجالات، في مقدمتها التوسعة المباركة في الحرمين الشريفين، وغيرها من مشاريع في مجال الصحة والتعليم والمواصلات ورعاية الشباب، ومن إنشاء مراكز للحوار الوطني في مناطق المملكة، وما واكب ذلك من تطور ورقي في مختلف القطاعات، تسابق الزمن بجد وصبر وحكمة وإتقان، كل ذلك نتيجة عمل دؤوب وسعي حثيث وتخطيط محكم، جاء عندما تحققت موجباته ودواعيه، والمتمثلة في توفيق الله عز وجل، تحقيقاً لتطبيق شرعه الحكيم، وسنّة نبيه الأمين صلى الله عليه وسلم، وإقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتسيير مرافق الدولة التنظيمية والقضائية والتنفيذية بحسن وانتظام".
واعتبر أنَّه "لعل أقرب شاهد على السياسة الحازمة الحكيمة تضامن المملكة مع مصر العروبة والإسلام، وزيارة خادم الحرمين التاريخية لها، انطلاقًا من قيادة المملكة للتضامن العربي والإسلامي، الذي صنعته المملكة منذ عهد المؤسس الملك الراحل عبدالعزيز".
وأردف "العدل أساس الملك، وبالعدل تحيا الأمم ويعم الأمان والسلام، وبفقده تنتشر الفوضى وينعدم الأمن والاطمئنان، ومشروعكم المبارك - يا خادم الحرمين الشريفين - لتطوير مرفق القضاء جاء ليوفّر متطلبات القضاء والقضاة، ليقوموا بواجبهم في إرساء قواعد العدل والإنصاف في أحكامهم، مراعين في ذلك قواعد الشرع الحكيم، والأنظمة المرعية، تحقيقاً للعدالة الناجزة التي توصون بها دائماً، وتشدّدون عليها دومًا في لقاءاتكم المباركة".
وتلقى الملك التهاني من أمير الكويت، وملك المغرب، ورئيس وزراء تركيا، عبر اتصالات هاتفية، حيث أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره لهم على مشاعرهم، وتهنئته بهذه المناسبة المباركة، سائلاً الله عز وجل أن يجعلها مناسبة خير وبركة على الجميع.