المديرية العامة للجوازات

فيما يقضي أكثر من 80 موقوفا محكومياتهم داخل عنبر التزوير في سجن إصلاحية مكة المكرمة، غالبيتهم تم ضبطهم وهم يحملون وثائق مزورة بين إقامات، وشهادات مزاولة مهنة، وعملات، وبطاقات بنكية، وغيرها، أكدت المديرية العامة للجوازات اعتماد بإضافة سمات أمنية عالية الجودة لحماية الوثائق من التزوير، إضافة إلى استخدام أحدث الأجهزة الفنية في الكشف عن الوثائق المزورة.
وتم زيارة إصلاحية مكة المكرمة، والتقت عددا من نزلاء عنبر التزوير، وكانت البداية مع نزيل متهم بتزوير عملات نقدية -رفض الكشف عن اسمه- كما امتنع في البداية عن الإدلاء بأي تصريح، ولكنه عاد وقال "عثر معي على فئات مالية مزورة من فئة 500 ريال و200 ريال، ومبلغ 6 آلاف ريال مزورة، ولا علاقة لي بهذه الأموال، ولا أعرف مصدرها". وأضاف نزيل آخر -رفض الكشف عن اسمه-: "حصلت على أول إقامة مزورة من أحد الأشخاص من داخل المملكة عن طريق وسيط في دولتي مقابل مبلغ 20 ألف ريال بهدف إدخالي إلى المملكة بهذه الوثيقة، وحصلت على الإقامة المزورة الثانية عن طريق أحد المقيمين بمدينة الرياض مقابل 1000 ريال". وعن كيفية التزوير قال إن "المزور قام باستبدال الصورة الشخصية فقط بطريقة متقنة يصعب على الشخص العادي اكتشافها".
وأشار المزور إلى أن توقيفه تم أثناء انتقاله من مدينة نجران إلى مكة المكرمة، بعد أن اشتبه به في نقطة تفتيش الشميسي قبل دخوله لمكة المكرمة، وذلك كون الصورة الشخصية كانت داكنة عن صورة الإقامة النظامية. وأبان نزيل ثالث، أنه يعمل في سوق الحراج بمدينة الرياض، وحصل على إقامة من أحد المزورين الذين ذاع صيتهم في المنطقة بقيامه ببيع إقامات تطابق الإقامة النظامية. وأضاف أن "المزور -وهو من إحدى الجنسيات الآسيويةـ يعمل في بيع الهواتف النقالة، ويساعده مقيم آخر من جنسية عربية"، مشيرا إلى أن سعر الإقامة المستعجلة خلال 48 ساعة يصل إلى 500 ريال، بينما يصل سعر الإقامة العادية خلال 5 أيام إلى 200 ريال.
يذكر أن الإقامات التي يتم تزويرها تكون سارية المفعول، وتم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة، ومعظم التزوير يتم بتغيير الصورة الشخصية في الإقامة.
وحذر المتحدث الرسمي باسم جوازات منطقة مكة المكرمة العقيد محمد الحسين، المواطنين والمقيمين من التهاون في الحفاظ على وثائقهم الشخصية، ودعا إلى الإبلاغ عنها فور فقدانها، حتى لا يقعوا ضحايا لعمليات تزوير تجرمهم في قضايا جنائية ومالية. وأضاف أن "المملكة تبذل جهودا كبيرة في مكافحة جريمة التزوير، والحد من تناميها، وضبط كل محاولات الدخول غير النظامية عبر منافذها البرية والبحرية والجوية، بإضافة سمات أمنية عالية الجودة إلى الوثائق لحمايتها من التزوير، وتزويد المنافذ بأجهزة كشف التزوير والتدقيق في وثائق المسافرين". وأوضح الحسين أن "المديرية العامة للجوازات وفرت أحدث الأجهزة الفنية المستخدمة في الكشف عن الوثائق المزورة، والتي تعمل عليها كوادر وطنية مؤهلة، كما تنظم للعاملين عبر المنافذ دورات خاصة مستمرة ودورية في مجال مكافحة التزوير والمختبرات المركزية".
 
وأشار المتحدث الرسمي باسم جوازات منطقة مكة المكرمة إلى أن "المديرية العامة للجوازات تستخدم أحدث أجهزة كشف التزوير كـ"جهاز عين الصقر" الذي يحتوي على العديد من أنواع الأشعة، والتي من خلاها يمكن اكتشاف حالات التزوير بكافة طرقها، وجهاز VSC6000، وجهاز VSC4، والمجهر الإلكتروني، وقارئ جوازات السفر من خلال قاعدة البيانات، بالإضافة إلى تفعيل نظام البصمة في جميع المنافذ في المغادرة أو القدوم".