نشأت إيريس نظمي بين عمالقة النقد الفني، تعلمت منهم ونجحت في أن تصبح واحدة من أهم النقاد في العالم العربي، وصفتها الكاتبة الكبيرة حسن شاه بالمناضلة، كانت منذ نعومة أظافرها جريئة وشجاعة، لذلك عندما طلب المركز القومي للسينما من الكاتبة منى ثروت أن تكتب عنها كتابًا، لم تجد عنوانًا أفضل من "إيريس نظمي.. القلب الشجاع"، واليوم فقد الوسط الفني إيريس بعد صراع مع المرض، لنودع عمود آخر من أعمدة خيمة النقد في العالم العربي.

عرفت التمرد والتحرر من أي أفكار بالية، تنظر للمرأة بصورة دونية، ودافعت عن حقها باستماتة، فوقفت يومًا في وجه ناظرة المدرسة وقادت مجموعة من التلميذات إلى رئاسة الوزراء، لتقدم شكوى في الناظرة، التي تتعامل بقسوة مع الطالبات، ويشير كتاب "القلب الشجاع"، إلى أن الناظرة معاملتها للفتيات تغيرت بعد تلقيها لمكالمة تعنيف شديدة.

التحقت إيريس نظمي بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، لكن حبها للصحافة دفعها للانتقال إلى قسم الصحافة بنفس الكلية، منحها الكاتب الكبير مصطفى أمين فرصة العمل بمؤسسة أخبار اليوم، وشاركت في تغطية أحداث مهمة في مصر والعالم العربي، منها قصية تهجير أهالي النوبة، وسافرت إلى سوريا أيام الوحدة بينها وبين مصر.

رحلة طويلة مع الصحافة والنقد السينمائي، عاشتها إيريس، اقتربت من قامات صحفية وفنية كبيرة، وألقت هي الضوء على مواهب شابة لتلفت الأنظار إليها، قامت بعمل حلقات مسلسلة مع كبار نجوم الفن في مصر والعالم العربي، نُشرت على صفحات مجلة "آخر ساعة"، لتنشر معظمها بعد ذلك في عدة كتب كمذكرات حكوا فيها عن حياتهم الشخصية والفنية.

حبها للسينما بدأ منذ الصغر، من خلال تعلقها بمشاهدة الأفلام في دور العرض، واستعادت هذا الحب ليكبر وينمو مع تخصصها في الكتابة الفنية، ونشرت بعد انتقالها إلى مجلة "آخر ساعة"، سلسلة حوارات مع كبار نجوم الفن، في مقدمتهم "عبدالحليم حافظ، صباح، شادية، عماد حمدي، سناء جميل، محمد عبدالوهاب، فريد شوقي".

شاركت إيريس مع مجموعة من النقاد والمهتمين بصناعة السينما وفي مقدمتهم الكاتب كمال الملاخ، في تأسيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كما شاركت في تأسيس مهرجان الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط، ومهرجان أسوان للدول الإفريقية، ومهرجان الإسماعيلية، وتولت رئاسة مهرجان الإسكندرية، لثلاث دورات متتالية 2006، 2007 و2008، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب.

إيريس تم تكريمها في الدورة الـ14 من المهرجان القومي للسينما، والذي أصدر عنها كتاب يرصد مشوارها ورحلتها في عالم الصحافة والنقد السينمائي. وأقامت الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما حفل تكريم لإيريس، التي تولت منصب نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية سابقًا، واحتفلت الجمعية معها بتوقيع كتابها مذكرات شادية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي في المجلس الأعلى للثقافة.