النجمان عادل إمام و محمد رمضان

وضعت غرفة صناعة الإعلام في مصر هذا العام شركات الإنتاج الفني في ورطة، عندما أصدرت قراراً يجبر القنوات الفضائية على عدم المبالغة في شراء الأعمال الدرامية، وأوصت بألّا يتجاوز سعر المسلسل مبلغ 70 مليون جنيه (نحو 4 ملايين دولار).

ووجدت شركات الإنتاج نفسها في أزمة صعب الخلاص منها، خاصة أن أغلب الشركات كانت قد أبرمت تعاقدات مكتوبة بمبالغ خيالية مع النجوم.

ولتفادي الخسائر قاد عدد من المنتجين مبادرة من نجوم الصف الأول لتوفيق الأوضاع، تعاون فيها نجوم، ورحبوا بتخفيض أجرهم تقديرًا للظروف الطارئة، التي طالت شركات الإنتاج، بينما رأى فريق آخر أن أجورهم مناسبة ولا تتحمل أي تخفيض، خاصة وأن العمل الدرامي يتكون في أغلب الأحوال من 30 حلقة، ويستغرق وقتًا طويلًا في التحضير له والتصوير.

في هذا التقرير نرصد أجور النجوم في مسلسلات رمضان 2018:

“الزعيم” وابنه
بدون مقدمات، اشتعلت حرب غير معلنة بين الفنان محمد عادل إمام والفنان محمد رمضان، بعدما أعلن إمام أنه قد حصل على أعلى أجر هذا العام، بعد نجاحه في مسلسل “لمعي القط” وفي المقابل كان رد رمضان صادمًا إذ أكد أن شركة “العدل جروب” تعاقدت معه على بطولة مسلسل “نسر الصعيد” مقابل 45 مليون جنيه، وأكد أيضًا أن أجره في مسلسل “الأسطورة” الذي عرض منذ عامين كان 36 مليون وأمر طبيعي أن يرتفع أجره.

ويتابع الزعيم عادل إمام هذه الأحاديث من بعيد ولا يتكلم عن أجره، وفي هذا العام تخلى عن المنتج تامر مرسي ويتعاون مع نجله رامي إمام، في أول تجربة إنتاج له وهو مسلسل “عوالم خفية” تأليف أمين جمال ومحمد محرز، وفى المقابل تقاضى الزعيم 40 مليون جنيه حصل منها حتى الآن على 20 مليون فقط.

هيفاء وهبي ويسرا
هيفاء وهبي التي تراهن على مسلسل بعنوان “لعنة كارما” أصرت على تقاضي أجرها بالدولار وبعد مفاوضات كبيرة مع منتج العمل ممدوح شاهين، حصلت هيفاء على مليون و600 ألف دولار وهذا يعني أن مؤشر أجرها تراجع بنحو 400 ألف، إذ حصلت العام الماضي على مليوني دولار مقابل بطولة مسلسل “الحرباية” الذي عرض العام الماضي، وكان بالتعاون مع المنتج نفسه.

ونجح ممدوح شاهين بإقناع هيفاء وهبي بتخفيض أجرها بسبب قرار غرفة الإعلام، ولكنه فشل في إقناع محمد رجب الذي طلب 10 ملايين جنيه مصري وتمسك المنتج بمنحه 4 ملايين فقط، لذا فضل محمد رجب الاعتذار.

وجاءت يسرا هذا العام في المركز الثاني بعد هيفاء وهبي، إذ تتقاضى 15 مليون فقط من شركة “العدل جروب” مقابل بطولة مسلسل “بني سويف”، وقد وافقت مي عز الدين على تخفيض أجرها 4 ملايين جنيه لتحصل فقط على 6 ملايين مقابل بطولة مسلسل “رسايل”، وهو العمل الذي تأجل تصويره العام الماضي، بسبب تعثر شركة الإنتاج، وخوفًا من خروجه من ماراثون رمضان 2018.

نجوم رفضوا تخفيض أجورهم

رفض عدد من الفنانين، الذين ابتسم لهم الحظ في الآونة الأخيرة، وخاضوا دور البطولة، التنازل عن جزء من أجورهم، مبررين ذلك بأن أجورهم في الأصل طبيعية وليست خيالية.

ومن هؤلاء طارق لطفي، وياسر جلال، الذي يقوم ببطولة مسلسل بعنوان “رحيم “، وعمرو يوسف، الذي يراهن هذا العام بمسلسل صعيدي بعنوان “طايع” وأمير كرارة، الذي حقق نجاحًا كبيرا في الجزء الأول من مسلسل “كلبش”، الذي عرض العام الماضي، ولا يتخطى أجور هؤلاء النجوم حاجز 10 ملايين جنيه.

المسلسلات الأعلى تكلفة
اختلفت الآراء حول الأعمال الدرامية التي ستحتل قائمة الأعلى تكلفة هذا العام، فيرى كل منتج أن عمله سيكون الأعلى ويرصد أسباب ذلك.

وقال المنتج  طارق الجنايني لـ “إرم نيوز”: “أتصور أن مسلسل (أبوعمر المصري) سيكون الأعلى تكلفة هذا العام، حيث يتم تصويره في 6 دول وهي لبنان والمغرب وفرنسا وإيطاليا وأمريكا ومصر، وهذا الأمر مكلف جدًا، كما توجد معارك كبيرة؛ لذا أرى أن العمل ضخم إنتاجيًا”.

بدوره، قال المنتج ممدوح شاهين: “مسلسل (لعنة كارما) مكلف إنتاجيًا حيث تدور أحداثه في مجتمع الأثرياء ويتطلب الأمر ملابس وديكورات مرتفعة التكاليف هذا إلى جانب ارتفاع أجور المشاركين في المسلسل”.

وفي السياق نفسه، تحدث رامي إمام، الذي يخوض تجربة الإنتاج لأول مرة قائلًا: “يضم فريق عمل مسلسل (عوالم خفية) نخبة كبيرة من النجوم، وعلى رأسهم الزعيم عادل إمام الذي لا يرضى بأنصاف الحلول، ويبحث دائمًا عن الأفضل، وقد تم إنفاق مبالغ طائلة على الديكورات ويعتمد العمل على فريق عمل كبير جدًا وفنانين من مصر وعدد من الدول العربية”.

كيف يرى النقاد والمنتجون أجور النجوم
المنتج جمال العدل تحدث لـ”إرم نيوز”، قائلًا: “كل الأرقام التي يتحدث عنها الناس ليست حقيقة وتحمل خيالًا كبيرًا، أعلم جيدًا أن بعض النجوم يسعون إلى الإعلان عن أرقام خيالية، وهذا بدافع أن يرفع أسهمه، ولكن الأرقام الحقيقية تكون سرية بين المنتج والفنان، والحقيقة أنني أسمع أرقامًا لا تمت للواقع بأي صلة”.

ويقول المنتج صفوت غطاس: “مازال عادل إمام هو الأعلى أجرًا على الساحة الفنية، وأعماله تتسابق عليها الفضائيات، ويفوز بها دائمًا القادر على شراء العمل، ولكن الغيرة هي التي تدفع نجوم الجيل الجديد إلى إعلانٍ عن أرقام ليست حقيقية من أجل تصدر المشهد وإثبات أنه رقم واحد على الساحة، كما أن عادل إمام طوال مشواره الفني لم يعلن عن أجره ويعمل فقط، ويدرك جيدًا أنه لا يهم الجمهور ما الرقم الذي يتقاضاه، ولكن يهمه فقط مستوى العمل الفني الذي يقدمه”.

الناقد نادر عدلي، تحدث في الأمر نفسه لـ”إرم نيوز”، وأوضح: “لا خلاف أن أجور النجوم في السنوات الأخيرة أصبحت فلكية وفي كثير من الأوقات كان أجر النجم يتخطى نصف ميزانية العمل، ولكن هذا العام نجحت غرفة صناعة الإعلام في الحد من هذه الأجور الخيالية، إذ حددت مبلغ الـ70 مليون كحد أقصى لشراء المسلسل، وهذا أجبر شركات الإنتاج على التفاوض مع النجوم، لتخفيض أجورهم وتقليل ميزانية الإنتاج للهروب من شبح الخسارة”.