مزارعو مقاطعة "بافاريا" الألمانيَّة

اندلعت ثورة المزارعين البافاريين ضد البطاطس المصرية منذ 3 أيام بحسب صحيفة "الأهرام" المصرية في مدينة "ميونيخ" عاصمة مقاطعة بافاريا الألمانية، أمام أكبر محلات السلاسل التجارية في ميونيخ "آلدي وليدل" والتي تعرض البطاطس المصرية إلى جانب البطاطس المحلية. و تظاهر مزارعو البطاطس البافاريون بشاحناتهم أمام أشهر محلات السلاسل التي تبيع البطاطس المصرية وقاموا بتوزيع البطاطس المحلية مجانًا على المواطنين حتى لا يشتروا البطاطس المصرية التي تلقى إقبالاً كبيرًا من المستهلكين الألمان رغم ارتفاع سعرها لأنها طازجة، بينما ترجع البطاطس البافارية إلى محصول العام الماضي حيث يتم تخزينها.
وكان اتحاد المزارعين في ولاية بافاريا قد طالب بوقف استيراد البطاطس المصرية نظرًا لوجود مخزون كبير من الإنتاج المحلي، وقال المتحدث باسم رابطة مزارعي البطاطس فى بافاريا "إننا نتعرض لخسائر كبيرة بسبب استيراد البطاطس من مصر وقبرص وأسبانيا وإسرائيل، حيث بلغ الإنتاج المحلي من البطاطس أكثر من 145 ألف طن من البطاطس المنتجة وفقًا للزراعة الحيوية – بدون استخدام كيماويات - وتصدر مصر سنويًا حوالي 250 ألف طن بطاطس إلى دول الاتحاد الأوروبي يذهب معظمها إلى انجلترا وألمانيا، رغم وضع الاتحاد الأوروبي شروطًا صارمة حيث يتم وقف استيراد البطاطس من مصر إذا اكتشفت فقط 3 حالات من الإصابة بالعفن البني فى كل دول الاتحاد الأوروبي. وتمثل اتحادات المزارعين فى ألمانيا وأوروبا عمومًا قوى ضغط كبيرة على الحكومات والأحزاب كما تدعم ألمانيا المزارعين دعمًا عينيًا ونقديًا نظرا لقوتهم الانتخابية.
وقد أكد جمال سعد أحد رجال الأعمال المصريين المقيم فى ميونخ منذ 30 عاما قائلاً اننا "لا نستطيع القول إن حرب المزارعين البافاريين موجهة أساسا ضد البطاطس المصرية، ولكنها ضد استيراد البطاطس عمومًا حتى من أسبانيا لأن هذا يمثل كسادًا كبيرًا لمزارعي البطاطس في ولاية بافاريا التي يتزايد فيها إنتاج البطاطس ويتم تخزينه لمدد تصل إلى 6 شهور، بينما البطاطس المصرية تأتي فى مارس/آذار وأبريل/نيسان وتباع طازجة، والمستهلكون عمومًا يفضلون المنتجات الزراعية الطازجة حتى لو كان سعرها أغلى، ويضطر مزارعو البطاطس في بافاريا إلى بيع محصولهم المخزن كعلف للماشية وهذا ما حصل العام الماضي".