بيروت ـ جورج شاهين
مدد عمال وموظفو الصيانة في كهرباء لبنان إضرابهم الجمعة، اعتراضًا على "تأخير" البت في مطالبهم لليوم الرابع على التوالي، مؤكدين أنه "لن يتم إصلاح أي من الأعطال الواقعة على شبكة الكهرباء، ولو وقع لبنان في الظلمة كاملاً". وقالت مصادر في نقابة الموظفين وفرق الصيانة لـ "العرب اليوم"، إن "الإضراب مستمر ولن يتم إصلاح أي من الأعطال الواقعة على شبكة الكهرباء، أيًا يكن الوضع، ولو وقع لبنان في الظلمة كاملاً. وفي شأن البيان الذي أصدرته شركات الكهرباء الخميس، وأكدت فيه أن "العمل جار لتصليح الأعطال وهي كثيرة"، قالت مصادر في "نقابة عمال الكهرباء"، إن "هذا الحديث أمر غير دقيق، وغير صحيح على الإطلاق، ولم يتم تصليح أي عطل في أي منطقة من لبنان". وأشارت المصادر، إلى أن أكثر من نصف لبنان بلا كهرباء، وقد شكت معظم المناطق من التعتيم الكامل، الذي بات يهدد أجزاء واسعة من العاصمة بيروت، بسبب الأعطال التي تسببت فيها العاصفة الرعدية والصواعق. صحيح أن العاصفة الثلجية "أولغا" هدأت الخميس، لكن الشمس أشرقت على هول ما خلّفته من أضرار في الممتلكات، بعدما أوقعت العديد من الضحايا، إضافة إلى خسائر فادحة، بسبب فيضان الأنهار والسيول، فضلاً عن أنها أتلفت خطوط التيار الكهربائي في معظم المناطق، ولاسيما في العاصمة بيروت، وسط استمرار إضراب عمال "مؤسسة كهرباء لبنان"، الرافضين العودة إلى العمل وإصلاح الأعطال إذا لم تستجب المؤسسة إلى مطالبهم، وباتت العاصمة، ومعها البلدات والقرى دون كهرباء، تعيش لياليها على العتمة والظلمة، ما حدا بشبان غاضبين إلى الاندفاع مجدداً إلى الشارع لقطع الطرقات، وإشعال حرائق في قصقص والبربير ومحطة الضناوي والملا، قبل أن تتدخل القوى الأمنية معززة بدوريات للجيش لفتح هذه الطرقات. وعلم "العرب اليوم" من مصادره، أن وزير الطاقة جبران باسيل، سوف يعقد مؤتمرًا صحافيًا بعد ظهر الجمعة لبحث أوضاع مؤسسة الكهرباء، وسوف يؤكد أن العطل الذي طرأ على محطة الحرج في بيروت والتي تربط ضواحيها من عرمون الى قصقص وتغذي بيروت الإدارية بالتيار، هو عطل كبير ويحتاج إلى أيام لإصلاحه، لكن الذي يؤخر الأعمال استمرار إضراب عمال الكهرباء. وعليه بات عدد كبير من المواطنين اللبنانيين لاجئين في وطنهم.. توزَّع بعضهم عند أقاربه وأصحابه، بينما لم يجد البعض الآخر مأوى، فافترش مداخل الأبنية مع أولاده في ظل صقيع قارس، من دون طعام ولباس، وفي ظل أوضاع اقتصادية صعبة جداً حتى على الميسورين، فكيف الحال لمن فقد حتى السقف الذي يأوي عياله، إثر دخول السيول إلى المساكن، ولاسيما في حي السلم المنكوب بفيضان نهر الغدير، وكذلك الحال في النبطية والبقاع وعكار، بشكل بات على المسؤولين إغاثتهم فوراً إلى جانب إخوانهم اللاجئين السوريين وتقديم العون الفوري لهم. وقد أعلنت نقابة عمال مؤسسة الكهرباء يوم حداد عام في كافة دوائر مؤسسة كهرباء لبنان، لاستشهاد العامل محمد أديب شاهين أثناء تأديته واجبه في إصلاح الشبكة لإعادة التيار. وصباح الجمعة، زار وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي مرفأ بيروت، وعقد اجتماعًا في حضور رئيس مجلس الإدارة حسن قريطم والمعنيين في إدارة المرفأ مع الهيئات الاقتصادية لمعاينة أضرار العاصفة على حركة المرفأ نتيجة الأمواج البحرية الكبيرة، ولمناقشة تعريفة الخدمات المرفئية للوصول إلى صيغة ترضي الجميع، وتسهيل الأمور ميدانيًا، وتفقد مشروع تأهيل وتطوير الرصيف الجديد رقم 16 الذي أصبح جاهزًا. وقبل ظهر الجمعة، توجه وفد وزاري نيابي مع وفد من الهيئة العليا للإغاثة ولجنة مسح الأضرار التابعة للجيش بتكليف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حسينية حي السلم الرئيسية، وتوجه الوفد لاحقا إلى المنطقة المنكوبة في حي السلم لتفقد الأهالي ومسح الأضرار.