ميركل وتسيبراس خلال مؤتمر صحفي في برلين

قد يكون نجح رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس في كسر الجليد بين اليونان والمانيا خلال لقائه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في برلين، لكن الضغوط لم تتراجع لارغام اثينا على الوفاء سريعا بتعهداتها حيال دائنيها.

وياتي الاستقبال الرسمي الذي خصصته برلين مساء الاثنين للمسؤول الذي ينتمي الى حزب سيريزا اليساري المتطرف، بعد شهرين على وصول الحكومة اليونانية الجديدة الى السلطة التي هي في اختبار قوة مستمر مع دائنيها الاوروبيين.

وتطالب الجهات الدائنة اثينا بتعهدات جديدة لتطبيق اصلاحات ملموسة لقاء الحصول على القسم الاخير من القروض الحيوي لاوضاع البلاد المالية.

فبالاضافة الى طابعه الرمزي، ظهر اللقاء على انفراد بين ميركل وتسيبراس وكأنه دليل واضح على تصميم ميركل على مساعدة اليونان. وقالت "ليس هناك اي سبيل اخر سوى الحوار رغم الخلافات والمسائل الصعبة" التي يجب تسويتها.

ومثل هذا اللقاء كان مستحيلا قبل اسابيع عندما اشار تسيبراس غداة فوزه في الانتخابات التشريعية في نهاية كانون الثاني/يناير الى "واجب بلاده التاريخي بمطالبة برلين دفع تعويضات عن الحرب".

لكن حدة اللهجة تراجعت فجأة واقر تسيبراس بانه "من الخطأ والسذاجة تحميل الاجانب وحدهم مسؤولية مشاكل اليونان في حين ان مشاكل داخلية ساهمت في هذه الازمة".

ورحبت معظم الصحف اليونانية الثلاثاء ب"هذه الواقعية" من قبل رئيس الوزراء اليوناني في محاولته "اعادة الثقة" في العلاقات مع برلين.

وكتبت صحيفة كاثيميريني اليونانية الليبرالية "امس (الاثنين) كان تسيبراس مختلفا. دافع عن حجج اليونان من دون تطرف وبنوع من النقد الذاتي" واسفت "لان تكون الحكومة خسرت شهرين مستخدمة الحيل الاعلامية".

وعنونت صحيفة تا نيا (وسط يسار) الاكثر انتشارا في اليونان "الواقعية السياسية لالكسيس تسيبراس".

وكان تسيبراس حذر في بريد الكتروني وجهه في 15 اذار/مارس الى المستشارة الالمانية نشرت صحيفة فايننشال تايمز مضمونه الاثنين من انه "+سيتعذر+ على اليونان سداد ديونها في الاسابيع المقبلة" اذا لم تصرف اموال بسرعة.

والحكومة اليونانية التي تفتقر الى الاموال والخاضعة للضغوط تعهدت الجمعة في بروكسل بتقديم اصلاحات مفصلة وبالارقام.

وامام هذه التطوارت رأى رئيس البرلمان الاوروبي الالماني مارتن شولتز ان بالامكان التوصل الى اتفاق "بحلول نهاية الاسبوع" وذلك في مقابلة الثلاثاء مع صحيفة لا ريبوبليكا الايطالية.

واكد المتحدث باسم الحكومة اليونانية ان لائحة الاصلاحات ستكون جاهزة الاثنين "في ابعد تقدير".

ومساء الاثنين دعا ارباب العمل الحكومة "الى تبديد الشكوك التي تلقي بظلالها على الاقتصاد" و"التوصل الى نتيجة في المفاوضات مع الدائنين" خلال لقاء مع وزير المال يانيس فاروفاكيس.

ويتوقع ان يجتمع خبراء منطقة اليورو الاربعاء في بروكسل في حين انه سيتم الدعوة لاجتماع لمجموعة اليورو عندما تكون لائحة الاصلاحات جاهزة وفقا لمصدر في بروكسل.

ويبدو ان الاجواء تتبدد في حين دق عدد من المحللين ناقوس الخطر حول احتمال حصول "عجز" عن السداد ما يؤدي الى خروج اليونان من منطقة اليورو.

وقال بانايوتيس بيتراكيس استاذ الاقتصاد في جامعة اثينا لوكالة فرانس برس "ان شروط وقوع حادث مجتمعة (...) لكن اعتقد انه سيتم ايجاد حل لتفادي ذلك" متذرعا ب"الاطار المحدد باتقان" لمنطقة اليورو لتفادي مثل هذه المشاكل.

من جهته قال كارستن بريسكي كبير خبراء الاقتصاد في اي ان جي ديبا ان اثينا وبرلين "حاولتا تبديد التوتر" وتستعدان "لتسوية".

حتى ان بورصة اثينا تحسنت بعد تراجعها في الاسابيع الماضية وارتفعت ب3% بعد الظهر كما كان الحال الاثنين.

وفي اليونان حيث شعبية سيريزا تزداد يقول المواطنون انهم "فخورون" من موقف الحكومة.

وقالت ماريا فراغوبولو المتقاعدة التي انخفض راتبها التقاعدي اكثر "لا اعلم ماذا سيحصل لكن الامور لن تكون اسوأ من قبل".