شهدت مدينة ورقلة النفطية جنوب شرقي الجزائر تظاهرات احتجاجية من آلاف العاطلين عن العمل للمطالبة بحقوق شباب الصحراء في التوظيف ووقف الملاحقات القضائية ضدهم.ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ممثل التنسيقية الوطنية للدفاع عن حقوق العاطلين عن العمل عبد المالك أيبك قوله: "شارك آلاف الشباب من ورقلة ومن الولايات المجاورة في تجمع في ساحة البلدية بوسط مدينة ورقلة". وأوضح أن المحتجين يطالبون بتوفير مناصب عمل لشباب المنطقة ووقف المتابعات القضائية ضد المحتجين. كما طالب المحتجون "باعتذار" رئيس الوزراء، عبد المالك سلال، عن تصريح نسب له وصف فيه المطالبين بحقوق سكان الصحراء بـ"الشرذمة". وقال المدون والناشط في مجال حقوق الإنسان طارق معمري الذي شارك في التجمع إن عدد المشاركين بلغ 3000 وإنهم "لم يتعرضوا لأي مضايقات من الشرطة". وذكر مصدر أمني أن عدد المتجمعين بلغ حوالي ألف شخص. الحكومة تحاول حل الأزمة وكانت الحكومة حاولت استباق الأحداث من خلال إجراءات اتخذتها في مجال التوظيف، تعطي فيها الأولوية لشباب المنطقة في مناصب العمل التي توفرها الشركات البترولية.وقبلها قام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالاستجابة لاحتجاجات سكان الصحراء بتغيير ولاة خمس ولايات هي تندوف المحاذية للحدود مع المغرب والوادي المحاذية للحدود مع ليبيا وتونس وإيليزي التي لها حدود مع ليبيا والنيجر وتمنراست المحاذية لمالي والنيجر. كما زار الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين المقرب من الحكومة ورقلة والتقى بعض الشباب لدعوتهم إلى "تسوية مشاكل العاطلين عن العمل بالحوار".واعتبر عضو الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، ياسين زايد، أن "تجمع العاطلين نجح قبل أن يبدأ من خلال ردود الأفعال التي فرضها على أعلى مستوى، كما أن انتهاءه بهدوء يعبر عن وعي وتنظيم هؤلاء المحتجين". وأصدرت محكمة الأغواط بجنوب الجزائر، الثلاثاء، أحكاما بالسجن ضد أربعة متظاهرين وبرأت 13 آخرين لمشاركتهم في تظاهرة للمطالبة بوظائف.وتبلغ نسبة البطالة في الجزائر 10%، لكنها تفوق 20% لدى الشباب بحسب صندوق النقد الدولي.