ذكرت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة /فاو/ الاربعاء ان المزارعين في جمهورية افريقيا الوسطي في حاجة عاجلة لبذور وادوات زراعية ضرورية للاستعداد لموسم الزراعة الاساسي في شهر مارس القادم ، من اجل تجنب ازمة غذائية واسعة النطاق. وقالت المنظمة، في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، ان قرابة 1.6 مليون شخصا، يمثلون اكثر من ثلث سكان البلاد، يحتاجون مساعدات غذائية عاجلة لانقاذ ارواحهم في جمهورية افريقيا الوسطي ، التي تعاني من نزاعات دموية حادة اجبرت نحو خمس مواطني البلاد على النزوح من مساكنهم بسبب اعمال العنف المتواصلة. وقال ممثل /فاو/ في جمهورية افريقيا الوسطي أليكسيس بونتي "ان الحرب الاهلية تهدد ملايين الاشخاص في جمهورية افريقيا الوسطي بازمة غذائية حادة وسوء تغذية واسعة النطاق ، فالوضع مقلق بشكل متزايد في العاصمة /بانغي/ واكثر حدة وصعوبة في باقي انحاء البلاد". واضاف "ان موسم زراعة المواد الغذائية الرئيسية اقترب ، والمزارعون في حاجة عاجلة لبدء تجهيز اراضيهم من الان حتى تتسني لهم القدرة على الزراعة خلال بضعة الاسابيع القادمة". واشار بونتي الى ان نجاح موسم الزراعة الاساسي خلال الشهر القادم في وسط وجنوب جمهورية افريقيا الوسطي ، وموسم الزراعة الرئيسي الذي يعقبه في شهر مايو في الشمال ، من شأنه ان يمثل نقطة تحول حاسمة في تحقيق الامن الغذائي هناك ، حيث يعتمد نحو 75% من سكان هذا البلد الافريقي على الزراعة على النطاق الصغير لتوفير احتياجاتهم من الطعام وسبل المعيشة. ورغم ذلك، هناك قرابة 95% من المجتمعات الزراعية لا يمتلكون البذور الكافية او الادوات التي تعينهم في موسم الزراعة المقبل ، وفي حال توفرت لهم احتاجاتهم وتحسن الوضع الامني يمكن ان يعودوا الى حقولهم لبدء الزراعة ، كما يمكن لاخرين ان يزرعوا حول مخيماتهم. يشار الى احتياطيات المواد الغذائية في جمهورية افريقيا الوسطي نفذت على الاغلب بسبب تقلص انتاج المحاصيل الزراعية في العام الماضي جراء الحرب الاهلية التي اندلعت في ديسمبر من عام 2012 ، وتزداد الازمة الراهنة تعقيدا بسبب وضع سوء التغذية المزمن والفقر المدقع المنتشرين في البلاد. واستطاعت /فاو/ بالفعل جمع الاموال اللازمة لتوفير البذور والادوات لنحو 40 الف من اجمالي 150 الف اسرة زراعية ، ولا تزال تحتاج نحو 37 مليون دولار لدعم الاسر المتبقية، والتي تبلغ 110 الفا، ومساعدتهم على توفير سبل المعيشة خلال العام الجاري.