نظَّم عددٌ من الناشطين في مدينة القورية في ريف دير الزور الشرقي الجمعة مظاهرةً ووقفة احتجاجية ضدّ من وصفوهم بـ"تُجَّار النفط ومن يعملون على تكرير النفط وسط المدن"، وطالب قرابة 200 شخصاً، معظمهم من الشباب وبعض الأطفال بتدخل "شرفاء الجيش الحر"، حسب وصفهم، للتخلّص من ظاهرة تكرير النفط العشوائي في المنطقة الشرقية من سورية، حيث ردّدوا شعارات من قبيل "نفطكم يقتلنا" وندّدوا بما وصفوه بـ"النفطيّة"، مطالبين بإسقاطها إلى جانب النظام السوري. وأوضح النّاشط خليل المحمد، أحد منظّمي التحرّك، أنه يتمّ العمل لتوسيع نطاق الاحتجاجات وزيادة المُشاركة الشّعبية فيها، كما يجري التنسيق مع ناشطين من بلدات ومدن أخرى "لتحريك ريف دير الزور ضد تجار الدم والنفط ومتسلّقي الثورة السورية". كما أشار المحمد إلى أن انتشار أعمال تكرير النفط العشوائي "حوّل الريف إلى غيمة سوداء"، حسب تعبيره، إذ ساهم في انتشار مواد سامة تؤدي إلى شيوع عددٍ كبير من الأمراض، خصوصا بين الأطفال، مثل الالتهابات الجلدية والسرطان الجلدي والتشوّهات الخلقية للأجنّة بسبب تأثير السموم على الحوامل من النساء.  يذكر أنه بعد وقوع غالبية المنطقة الشرقية تحت سيطرة المعارَضة قامت مجموعات مسلّحة تابعة لبعض القبائل أو كتائب معارضة بالسيطرة على حقول النفط، والقيام باستخراجه بأساليب أغلبها يدوية. ويتم تكرير النفط الخام باستخدام ما يُعرف بالحرّاقات، وهي خزّانات معدنية كبيرة تُملأ بالنفط الخام ويتم إشعال النار تحتها ومن ثم تتم عملية تكرير النفط إلى مشتقاتٍ عدّة بتكاثفه مع بخار الماء. ويقوم المسيطرون على هذه الحقول ببيع النفط الخام والمكرّر لدول الجوار أو لسكان المناطق المحيطة.