رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر

رحبت الحكومة الألمانية أمس، باتفاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أمس الأول، على حل نزاع تجاري بدأت نذره قبل أشهر.

وقالت المتحدثة الحكومية أولريكه ديمر على تويتر: «ترحب الحكومة بالاتفاق على مقاربة بناءة بخصوص التجارة. يمكن للمفوضية الأوروبية أن تعوّل على دعمنا».

وقال وزير الخارجية هايكو ماس في وقت سابق، إن نتائج المحادثات تظهر قوة اتحاد أوروبي موحد. وأكد أن «أوروبا أظهرت أمس أنها لن تُقسّم، رأينا أيضاً أنه إذا كانت أوروبا موحدة يكون لكلمتنا وزن، وعندها يمكننا التكلم مع الجميع بثقة وعلى قدم المساواة».

كما أشادت أوساط اقتصادية ألمانية بخطط الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية الرامية لتسوية النزاع التجاري.

وقال رئيس الغرفة الألمانية للصناعة والتجارة إريك شفايتسر: «الحلول التي تم التعهد بها تسير في الاتجاه الصائب، إلا أن أنه يظل هناك قدر كبير من التشكك»، مضيفاً: «ما زلنا بعيدين عن إجراء مفاوضات نداً بند»، وأشار إلى أنه «لم يتم إبعاد الرسوم الجمركية غير المبررة على السيارات بشكل نهائي من على الطاولة».

من جانبه، قال رئيس اتحاد الصناعات الألماني ديتر كمبف: «يبدو أن دوامة الرسوم الجمركية في التجارة عبر الأطلسي قد توقفت حالياً، إلا أنه يجب أن يعقب الكلام أفعال أيضاً».

من جانبها، حددت فرنسا شروطها أمس، خصوصاً في ما يتعلق بالزراعة. وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير إن «فرنسا شددت دوماً على ضرورة تفادي حرب تجارية يخسر فيها الجميع»، في رد فعل مقتضب غداة اللقاء بين ترامب ويونكر في واشنطن.

 

وأضاف لومير أن «من الجيد العودة إلى الحوار مع الأميركيين حول المسائل التجارية»، واشترط تقديم «توضيحات سريعة» حول الإجراءات التي أُعلنت.
وتابع أن «المفاوضات التجارية الجيدة بحاجة إلى أسس واضحة ولا يمكن أن تتم وسط ضغوط»، في تباين عن الموقف الألماني مع ترحيب برلين بالنتائج «البناءة» للقاء.

ورفض لومير احتمال التفاوض حول اتفاق تجاري شامل بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، كما أشار إليه وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين الأحد، إثر اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين في بيونس آيرس.

واشترط أن تظل الزراعة «خارج نطاق المفاوضات» وطالب بفتح الأسواق الأميركية العامة المغلقة إلى حد كبير أمام المؤسسات الأوروبية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر قد اتفقا بشكل مفاجئ خلال اجتماع في واشنطن أمس الأول، على خطة مباشرة لتسوية النزاع التجاري بين بروكسل وواشنطن.

وأعلن ترامب ويونكر، الأربعاء، سلسلة إجراءات في الزراعة والصناعة والطاقة لتهدئة النزاع التجاري.

وتحدث ترامب عن «مرحلة جديدة» في العلاقات بين واشنطن وبروكسل، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع يونكر في حديقة البيت الأبيض، مشدداً على أنه «يوم عظيم» للتجارة الحرّة.

وجاء لقاء ترامب ويونكر بعد أقل من 24 ساعة من اعتماد الإدارة الأميركية 12 مليار دولار لتعويض المزارعين المتضررين من النزاعات التجارية المتصاعدة، وفي وقتٍ بدأت فيه شركات أميركية عديدة تعلن عن خسائرها بسبب التعريفات المتبادلة.

وأعلنت شركة يونايتد تكنولوجيز أن خسائرها في عام 2018 ستصل إلى 50 مليون دولار، وتوقعت أن يتضاعف هذا الرقم في الأعوام التالية. وأعلنت هارلي ديفيدسون للدراجات النارية خسارة نحو 35 مليون دولار العام الجاري، ومن 90 إلى 100 مليون دولار سنوياً في الأعوام التالية، كما تكبدت جنرال إليكتريك خسائر تقدر بنحو 150 إلى 200 مليون دولار.

وقبل لقاء ترامب ويانكر، قالت مارييتي شاكي، ممثلة البرلمان الأوروبي: «إذا لم يحصل يانكر على تعهد ملزم من ترامب بإزالة تعريفات الصلب والألمنيوم غير العادلة، فإنه لم يحقق هدفه، وقد وضع الاتحاد الأوروبي، أولاً ودائماً، عدم التصعيد والمنفعة المتبادلة للعلاقة التجارية الجيدة، لكن تنازل الأربعاء قد يضع سابقة خطيرة».

وبعد إعلان الاتفاق عبرت شاكي عن خيبة أملها، متهمة يانكر بتقديم تنازلات كبيرة، ومعتبرة أن تلك التنازلات «توحي بأن الضغط يأتي بالنتائج المرجوة». وأعلنت استعدادها للتعاون التجاري مع أميركا «فقط في حالة إلغاء التعريفات على الصلب والألومنيوم».

النقاط الرئيسة في المفاوضات

شدد الرئيس الأميركي بعد اجتماعه مع رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر في البيت الأبيض أمس الأول على رغبة بلاده والاتحاد الأوروبي في السير قدماً باتجاه «تعرفات جمركية معدومة» في مبادلاتهما الصناعية، باستثناء قطاع السيارات. ولم يحدد أي مهلة لذلك. وقال ترامب «سنعمل على خفض الحواجز (الجمركية) وزيادة التجارة في قطاعات الخدمات والمنتجات الكيميائية والصيدلانية والمنتجات الطبية والصويا».

الصلب:

ووعد الرئيس الأميركي «بحل» مسألة الرسوم الجمركية التي تبلغ نسبتها 25% على الصلب و10% على الألمنيوم، الأوروبيين. وكانت هذه الرسوم بالتحديد التي دخلت حيز التنفيذ في الأول من يونيو أدت إلى تأجيج التوتر بين واشنطن وبروكسل. لكنه لم يوضح ما إذا كانت إدارة ترامب ستعلق أو تلغي هذه الرسوم.

الزراعة:

قال الرئيس الجمهوري إن الاتحاد الأوروبي سيبدأ «بشكل فوري تقريبا» شراء «كميات كبيرة من الصويا من المزارعين الأميركيين، من دون أن يحدد حجمها.

ويمكن أن تثير قضية الصويا خلافات في أوروبا لأن 94% من الصويا المزروعة في الولايات المتحدة معدلة وراثياً، حسب أرقام وزارة الزراعة الأميركية.

السيارات:

قال مصدر أوروبي إنه لن تفرض أي رسوم جمركية «جديدة» على واردات الولايات المتحدة من السيارات الأوروبية، وهو ملف يتسم بحساسية خاصة لألمانيا حيث يوظف هذا القطاع الأساسي نحو 800 ألف شخص.

الغاز:

سيزيد الاتحاد الأوروبي وارداته من الغاز الطبيعي المسال القادم من الولايات المتحدة. وقال دونالد ترامب «سنقوم بتسهيلها لكنهم سيشترون بكميات كبيرة».

التجارة العالمية:

سيعمل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة معا لإصلاح منظمة التجارة العالمية من أجل «معالجة مشكلة الممارسات التجارية غير النزيهة التي تشمل سرقة الملكية الفكرية والنقل القسري للتكنولوجيا والدعم الحكومي الصناعي والخلل الذي تسببه الشركات الدولية والقدرات المفرطة»، كما قال الرئيس الأميركي مستهدفاً بذلك الصين.