النفط العراقي

قال مسئولون في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إن وكالة الاستطلاع البري والخرائط و الطبوغرافيا التابعة لها تعكف حاليا على تتبع مسارات تهريب النفط العراقى بواسطة عناصر تنظيم / داعش / إلى خارج العراق والعمل على قطع تلك الإمدادات النفطية التي عادة ما تباع عبر وسطاء من مافيا النفط الدولية في الصين وروسيا عبر الأراضي التركية.

وأكد مسئولو وزارة الدفاع الأمريكية – الذين اشترطوا عدم الإفصاح عن أسمائهم – أن الهدف من هذا الجهد الاستخباراتي الذي بدأ في الثالث من مارس الماضي القضاء على المصدر الأهم لتمويل داعش وهو بيع النفط المسروق بأسعار بخسة وكذلك الكشف عن الشركاء المتعاونين مع داعش تمويليا والذين تتسبب أنشطتهم في إطالة عمر هذا التنظيم الإرهابي. 

من جانبه، قال روبيرت كاردييللو مدير وكالة الاستطلاع البري والخرائط والطبوغرافيا الأمريكية أن رجاله يتابعون حركة السفن الناقلة للبترول والشاحنات البرية الثقيلة للنفط على كافة مسارات التحرك ويستخدمون في ذلك وسائل التتبع الفضائي وصور الأقمار الصناعية. 

وأشار كاردييللو إلى أن داعش تستخدم نوعا من المصافي المتنقلة البدائية لإنتاج ما تحتاجه من وقود لمركباتها وهو ما تم رصده واستهدفته مقاتلات التحالف الدولي في غاراته الأخيرة، موضحا أن المعلومات المتوافرة تؤكد أن دولا بعينها تشتري النفط المباع بواسطة داعش لكن لا يتم ذلك عبر الشركات الرسمية للبترول في تلك الدول بل عن طريق سماسرة سوق النفط السوداء وكذلك عبر وسطاء مافيا نقل النفط في سفن وشاحنات برية لا تحمل علامات تجارية ولا تسير في المسالك البرية والبحرية العادية.

وبينما يصل سعر برميل النفط في الأسواق العالمية الرسمية 43 دولارا، يباع برميل النفط / الداعشى / بـ 20 دولارا فقط، و تتضح خطورة تلك المعلومات بالنظر إلى حجم إنتاج داعش اليومي من النفط العراقى المسروق وهو بمعدل 20 إلى 40 ألف برميل تدر من بين نصف مليون إلى مليون دولار أمريكى يوميا في خزائن داعش وهى مبالغ تكفى بحسب تقديرات الخبراء لتوفير شريان حياة لهذا التنظيم.

وأشارت تقارير الاستخبارات الأمريكية كذلك إلى أن داعش تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي في عمل اتفاقات التصدير اليومية وإدارة حصيلته بصورة يصعب على أجهزة اعتراض الإشارات اللاسلكية والتليفونية الأمريكية التقاطه.