عادت أزمة عبور الشاحنات على الحدود اللبنانية – السورية إلى الواجهة مجدداً، مع توقف الشاحنات المحمّلة بالمنتجات اللبنانية عند نقطتي العبور الحدودية الشمالية "العبودية " و " العريضة " أخيرا ، بسبب إغلاق الحدود من الجانب السوري . يأتي ذلك في الوقت الذي،اقترحت فيه لبنان حلاً يتم بمقتضاه تسهيل دخول الشاحنات السورية إلى الأراضي اللبنانية لتحميلها بالمازوت، دون أن يتعرّض لها أحد في المناطق الشمالية و البقاعية، مع تعهّد الجيش اللبناني وضع نقاط عسكرية عند مسار الشاحنات دون مواكبتها، باعتبار أن ذلك لا يدخل ضمن مهامه، الأمر الذي لم يرضَ الجانب السوري. وكشف رئيس تجمّع المزارعين في البقاع إبراهيم ترشيشي عن بلوغ الخسائر اليومية التي تتكبدها لبنان جراء الإجراءات السورية وإغلاق المعابر في وجه الشاحنات اللبنانية منذ 7 آذار/ مارس الماضي إلى ما يفوق الـ300 ألف دولار، لافتا إلى أن الطريق مقفل عند محطتين، الأولى في اتجاه الدول العربية عبر الأردن، والثانية إلى الأسواق السورية والعراقية على السواء. وأرجع ترشيشي إقفال المعابر السورية في وجه الشاحنات اللبنانية إلى ردة فعل السوريين على إحراق الصهاريج السورية المحمّلة بالمازوت اللبناني في طرابلس وسعد نايل". وقال "ننتظر معالجة الموضوع ليعود السوريون إلى فتح المعابر، لأنهم لا يقبلون بذلك إلا بعد تعهّد لبنان تأمين مرور الشاحنات السورية على الأراضي اللبنانية من دون أن يتعرّض إليها أحد". وأضاف أن الجانب اللبناني نجح سابقا في حل المشكلة إلا أن الأمر تدهور ولا أحد يعلم السبب وراء إعادة إقفال المعابر مجدداّ أمام الشاحنات. وطالب بضرورة إعادة فتح الطرقات على وجه السرعة ، لأن كل يوم تأخير، يساهم في تكبد لبنان الكثير من الخسائر ويلحق الضرر بالقطاعات الزراعية والصناعية والتجارية.  واعتبر ترشيشي أن المعابر البرية في اتجاه سورية تشكل الشريان الوحيد لمرور لبنان إلى الدول العربية براً، إذ أن محاولات الشحن بحراً لم تنجح بنسبة كبيرة  نظراً إلى العوائق الموجودة وارتفاع تكلفته . وطالب ترشيشي وزير الخارجية عدنان منصور إدراج مشكلة عبور الشاحنات إلى سوريا، على أجندته عند استقباله السفير السوري في لبنان وأوضح أن الإضرابات في مناطق لبنان كافة وقطع الطرقات ورمي البضائع في الشوارع  هي سبيلهم حال استمرار الوضع على ما هو عليه