وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس

قدر وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس خسائر بلاده من النزوح  السوري بحوالي 15 الى 16 مليار دولار منذ بدء الأزمة السورية ، في حين قدر البنك الدولي حجم هذه الخسائر 7.5 مليار دولار. 

وقال درباس في ندوة بعنوان /اللاجئون السوريون إلى أين/ :" إن رقم البنك الدولي عن خسائر لبنان من اللجوء السوري بأنه بلغ 7.5 مليار دولار، غير صحيح، لأنه احتسب على أساس فرق نسبة النمو التي انخفضت من 4 الى 2%، بينما الواقع ان النمو وصل في بعض المراحل الى 8% وليس 4%، وهكذا فإن خسائر لبنان صارت بين 15-16 مليار دولار. 

واعتبر أن معظم النازحين السوريين يؤثرون سلبا على الشريحة الفقيرة في لبنان، إذ يشاركون الفقراء اللبنانيين الارض والملبس والصحة والماء والمساعدات، ويعرضون اليد العاملة بسعر رخيص جدا ، لافتا إلى أن " الضغط الذي يمثله اللاجئون على البنى التحتية لجهة الخدمات الصحية والصرف الصحي والمستشفيات والمدارس وتلوث الهواء وغيرها ، والى المخاطر الأمنية في ظل وجود عشرات الآلاف من الشباب الذين أدوا الخدمة العسكرية الالزامية في الجيش السوري". 

  وأكد أن النازحين السوريين الى لبنان يشكلون ثلث عدد سكان لبنان .. لافتا إلى أن " هناك 1400 من المخيمات العشوائية على الاراضي اللبنانية". 

ورأى درباس أن ما يزيد الأمر سوءا أن سكان هذه المخيمات لا يشكلون سوى 18% من النازحين السوريين في حين أن 82% منتشرون في معظم انحاء لبنان. 

 ولفت إلى أن "عدد النازحين السوريين إلى لبنان المسجلين حتى اكتوبر 2014 يبلغ 1,151,057 نازحا، فيما يبلغ عدد النازحين الذين ينتظرون التسجيل 21168".. معتبرا أن " النزوح ألغى الحدود بين لبنان وسوريا". 

وشدد درباس على " أهمية المعالجة الوطنية الموحدة لأزمة اللجوء السوري لأن الحل يبدأ بإخراج الملف من التجاذب السياسي".. مجددا تمسكه بفكرة " إقامة مخيمات على الحدود ، خصوصا أن لدى لبنان مساحات مناسبة لذلك كما في عكار شمال لبنان مثلا. 

وأعلن درباس استعداده للتنسيق مع الحكومة السورية في موضوع حل معضلة النازحين في حال كان لديها مشروع فعلي لاستعادة النازحين وإسكانهم في مناطق آمنة، لكنه أشار إلى أنه لا يرى أن السلطة السورية مستعدة لذلك، لان " الحكومة اللبنانية ما زالت ملتزمة سياسة النأي بالنفس، ما يتطلب مواقف رسمية يتوافق عليها من جميع مكونات الحكومة. 

وقال " إنه لا يخشى توطين اللاجئين السوريين لأن حالهم مختلفة عن اللاجئين الفلسطينيين الذين سلبت منهم أرضهم".. معتبرا أنه "عندما تتوقف الحرب السورية فإن معظم اللاجئين السوريين سيعودون وسيذهب معهم الكثير من اللبنانيين بسبب فرص العمل التي ستنشأ بعد إعادة الإعمار في سوريا".