الرياض ـ وكالات
مع توجه بوصلة الحراك العقاري تجاه الأراضي العشوائية خارج حدود العاصمة المقدسة، وخصوصا في الجانب الشرقي منها، نشأت هناك تكتلات عقارية من قبل أصحاب بعض المكاتب العشوائية لشراء مساحات كبيرة، ومن ثم تقسيمها إلى قطع على مساحات مختلفة وبيعها على المواطنين بأسعار في متناول اليد. هذا التوجه حقق نجاحات كبيرة لهؤلاء العقاريين، حيث وصلت مكاسبهم من خلال هذه الطريقة إلى الضعف، لأن المساحات التي يقدمون على شرائها ليست لها صكوك رسمية، وقد يكون البعض منها حائزة على صك زراعي، وبالتالي فأسعارها في تناول اليد. يقول محمد البقمي، أحد العقاريين المتحالفين في أحد التكتلات، ''إن الأراضي العشوائية تؤدي إلى الثراء السريع وصفقة واحدة تحصل على مبالغ خيالية في ظل الحاجة إلى مسمى أرض، وهي تدوير الأرض بشكل بيع وشراء خلال شهر واحد في ظل غياب الجهات الرقابية، وهناك تكتل بين الأفراد وأصحاب المكاتب العقارية لشراء أراض في شرق مكة والشميسي وعمق وأم دوحة وملكان، مضيفا أن هؤلاء يضمنون للمشتري عدم اعتراض المواطنين على الأراضي التي يشترونها، بينما في المقابل لا يضمون تدخل الجهات المعنية وخصوصا التعديات''. من جهتهم، برر المواطنون توجههم إلى هذا المسلك، على الرغم من المخاطر المحدقة بتلك الأراضي التي قد تكون معرضة لمداهمات لجان التعديات، واتجاههم إلى البناء خاصة الاستراحات وفق الطرز الحديثة وبتكلفة كبيرة، إلى ارتفاع أسعار الأراضي ذات الصكوك الرسمية، وثباتها وعدم انخفاضها، وأن مدة انتظارهم طالت، وكان لا بد لهم أن يعمدوا إلى بناء مساكن لهم لتؤويهم وأسرهم، ويتخلصون من هم الإيجارات التي هي الأخرى في تصاعد مستمر منذ نحو خمسة أعوام تقريبا. ويزيد من تفاقم مشكلات العقارات بالمدينة عدم تحمل أراضى البناء في مناطق التوسع العمراني الارتفاعات الشاهقة، نظراً لأن هذه الأراضي كانت مزارع تم تدويرها ليتم البناء عليها، وهو ما يتسبب في انهيار وميل عديد من العقارات، خاصة في مناطق مثل أم دوحة وراشدية، علاوة على مناطق غرب المدينة، بجانب انتشار البناء العشوائي سواء في غرب مكة أو شرقها، ليصل متوسط أسعار الأراضي العشوائية من 30 ألفا إلى 70 ألف ريال، في حين بلغ متوسط أسعار الأراضي بصكوك في الشرائع نحو 500 ألف لمساحات تراوح بين 450 مترا 500 متر، وهو ما يدفع كثيرا من المواطنين للذهاب إلى هذه المناطق، في ظل تفاقم أزمة الإسكان في مكة المكرمة ووصول سعر المتر إلى نحو أربعة أضعاف سعره الحقيقي في العاصمة المقدسة.