ذات يوم قال دينج زياوبينج: إن السعر اللازم لجعل إصلاحات السوق تستمر كان السماح لبعض الناس بأن يصبحوا أغنياء أولاً. وبعد ثلاثة عقود حدث ذلك في الصين وجاء هؤلاء البعض. والآن أحد الطرق لتجسير ثغرة الدخل الناتجة هو جعل بعض الأشخاص يفعلون شيئاً آخر أولاً: التصويت. كيف يمكن للسماح بالتصويت للناس أن يساعد في تخفيض عدم المساواة؟ هنا يتقدم للأمام تير جو، التايواني الذي يرأس شركة فوكسكون، أكبر شركة متعاقدة للإلكترونيات. ستسمح شركة فوكسكون بدءا من هذا العام، لعمالها البالغ عددهم 1.2 مليون بأن يصوتوا لما تقول الشركة إنه سيكون اتحادا يمثلهم بحق – في دولة يعد التصويت فيها على برامج المواهب التلفزيونية سابقة ديمقراطية خطيرة. سينتخب موظفو فوكسكون 18 ألف ممثل لهم بحلول عام 2014. ولجعل الأمور نزيهة، ستراقب هذه العملية مجموعة من "رابطة العمل العادل" التي يوجد مقرها في الولايات المتحدة. قد لا يكون هدف جو هو إعطاء عماله قوة التفاوض على الأجور التي عادة ما تأتي من قوى عمل نقابية، لكن من المرجح أكثر أنه يأمل في تحسين صورة الشركة التي تلطخت سمعتها بسلسلة من عمليات الانتحار في مصانعها عام 2010، وبمزاعم حول ظروف العمل السيئة واستخدام عاملين دون السن القانونية. الشركة المعروفة بصنعها لجهازي "آيفون" و"آيباد" لشركة أبل كان عليها أيضاً أن توقف الإنتاج في أيلول (سبتمبر) الماضي بعد شجار انخرط فيه عدة مئات من العمال. ربما لا تكون الأجور الأعلى هي المقصد، لكن هذه هي النتيجة المحتملة. فحتى من دون نقابات كانت أجور المصنع ترتفع على مدى سنوات بمعدلات ذات أرقام عشرية، لأن بريق وظائف خطوط الإنتاج زال وأصبح السكان أقل ملاءمة لأصحاب العمل. فالأجور الحقيقية التي تم حسابها بالدولار عام 2005 ارتفعت 350 في المائة في الـ 11 سنة الماضية، وهو ارتفاع أسرع من أي دولة آسيوية، طبقاً لمصرف "إتش إس بي سي".