دمشق _ العرب اليوم
استعرض رئيس مجلس الوزراء السوري المهندس عماد خميس، مساء اليوم الاثنين 18 سبتمبر/ أيلول، مع وفد من مجلس الدوما الروسي برئاسة "ديمتري سابلين" منسق المجموعة البرلمانية لشؤون العلاقات مع مجلس الشعب السوري العلاقات الوثيقة التي تربط سورية وروسيا والتنسيق القائم بينهما في محاربة التطرّف إلى جانب التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية.
وشدد المهندس خميس على أن الحكومة السورية حريصة على تطوير العلاقات مع روسيا على جميع الأصعدة وخصوصا الاقتصادية لترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية وتذليل أي عقبات تعترض سبيل تعزيز هذا التعاون لافتا إلى أن سورية مقبلة بفضل الانتصارات التي يحققها الجيش السوري على مرحلة تعاف اقتصادي تعمل الحكومة على تعزيزها بخطوات نوعية من شأنها إعادة تدوير عجلة الإنتاج وترميم البنى الاقتصادية لتعود كما كانت عليه قبل الحرب.
ودعا رئيس مجلس الوزراء الفعاليات الاقتصادية والشركات الروسية إلى الاستفادة من التشريعات والتسهيلات التي تقدمها الحكومة السورية لتشجيع الاستثمارات وتقديم الدعم اللازم لها مؤكدًا أن الأولوية في هذه التسهيلات هي للدول الصديقة التي وقفت إلى جانب الشعب السوري.
وأوضح ديمتري سابلين، أن روسيا حريصة على تطوير العلاقات الاقتصادية مع سورية من خلال تعزيز تبادل زيارات الوفود الاقتصادية والتجارية لجذب استثمارات مشتركة تعود بالمصلحة على الطرفين وخصوصا بين القطاع الخاص السوري والروسي لافتا إلى أن الوفد بحث مع اتحاد غرف التجارة السوري إقامة منتديات مختلفة بمشاركة رجال أعمال من غرف التجارة السورية والروسية لدعم وتطوير التعاون الاقتصادي في هذا المجال، وبحث وزير الصحة السوري الدكتور نزار يازجي مع الوفد مقترحات للتعاون الصحي والطبي بين البلدين أبرزها توفير علاج لأطفال سوريين في موسكو وزيارات ميدانية لفريق طبي روسي متخصص بتدبير الأمراض السرطانية إلى سورية.
وأكد وزير الصحة العمل على وضع خطة عمل لتنفيذ المقترحات بما ينعكس إيجابا على واقع القطاع الصحي في سورية والخدمات المقدمة للمواطنين مستعرضا الأضرار التي لحقت بالمؤسسات الصحية جراء الاستهداف المتطرّف لها والمراحل التي وصلت إليها عمليات التأهيل المتواصلة لإعادة المشافي والمراكز الصحية المتضررة إلى الخدمة، مشيرًا إلى أن الوزارة ورغم كل الصعوبات تواصل توفير الخدمات الطبية والدوائية واللقاحات المجانية لجميع المواطنين مثمنا الدعم الروسي للشعب السوري من خلال المساعدات الدوائية وغيرها.
ولفت الوزير يازجي إلى العمل على تأمين أدوية الأمراض المزمنة كالسكري والضغط وأدوية الأورام عبر التوجه شرقا في ظل الإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة على البلاد داعيا الوفد إلى الضغط على المجتمع الدولي من أجل رفع هذه العقوبات عن سورية والتي أثرت بشكل سلبي على القطاع الصحي.
وطرح سابلين مبادرات عدة للتعاون مع الجانب السوري ومنها قبول مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عاما لعلاجهم في موسكو وتحويل ذلك لبرنامج منظم مستقبلا إضافة إلى تشكيل فريق أطباء روس متخصصين بالأمراض السرطانية يقوم بزيارات ميدانية إلى سورية لتقديم خدمات التشخيص والعلاج وتبادل الخبرات، ولفت سابلين إلى أنه في حال نجاح هذه المبادرات يمكن تحويلها إلى خارطة طريق للتعاون المنظم مبينا أن البرلمانيين الروس سيعملون من موقعهم لأجل إقامة مشاريع تعاون صغيرة ومتوسطة وربما كبيرة مع الجانب السوري سعيا لتحسين الظروف الصحية والمعيشية للسوريين.
يذكر أن سابلين زار سورية في شباط الماضي مع وفد برلماني وإعلامي وطبي حيث أكد أن الأغلبية الساحقة من الشعب الروسي “تساند بإخلاص نضال الشعب السوري الصديق”، وتجدر الإشارة إلى أن سورية وروسيا وقعتا في موسكو العام الماضي عددا من اتفاقيات التعاون في المجال الصحي والتعليم الطبي وخاصة في معالجة الكسور والرضوض العصبية وأمراض النطق والتأهيل العصبي كما تم الاتفاق على إنشاء مركز للتنسيق الطبي المشترك بين البلدين.