تونس - حياة الغانمي
انتظمت مساء امس الجمعة في قصر المؤتمرات في تونس العاصمة، مائدة مستديرة بمناسبة الزيارة التي تقوم بها الستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتونس، مرفوقة ب 10 من بين اكبر المؤسسات الالمانية. وقد مثلت السبل الكفيلة بدفع الإستثمار الألماني في تونس، وتعزيز العلاقات الإقتصادية بين البلدين، أبرز المحاور التي تركز عليها النقاش، في أشغال المائدة المستديرة.التي انتظمت بالتعاون بين الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والغرفة التونسية الألمانية للصناعة والتجارة. وكانت مناسبة درس خلالها المسؤولون الألمان مع نظرائهم التونسيين المجالات الممكنة لدفع التعاون الإقتصادي بين البلدين.
ووصف رئيس الحكومة يوسف الشاهد، في كلمته بالمناسبة ، زيارة أنجيلا ميركل إلى تونس ب "الزيارة التارخية"، مذكرا بأن ألمانيا إضطلعت بدور كبير في تونس بعد الثورة، ووقفت باستمرار إلى جانبها، وهي تعد اليوم من أكثر البلدان التي تحظى بتقدير التونسيين، إن لم يكن "البلد الأول"، وفق تقديره، وهو ما يترجم الاعجاب الكبير للتونسيين بالنموذج الألماني وبالتجربة الالمانية، وبطرق التصرف والحوكمة المعتمدة في هذا البلد.وقد تمّ الاتفاق على منح تونس 250 مليون أورو لدعم التنمية الاقتصادية الى جانب إنشاء قطب معرفي لتنمية القدرات لدى الشباب ذو بعد إقليمي وجهوي.
وقامت المستشارة الألمانية مساء الجمعة، بزيارة مركز مصاحبة المؤسسات الناشئة "ستارت أب-هاوس/ تونس"، مرفوقة بوزير التكوين المهني والتشغيل عماد الحمامي، ووزير التعاون الاقتصادي والتنمية الألماني جيرد ميلر، وكاتبة الدولة المكلفة بالتكوين المهني والمبادرة الخاصة سيدة الونيسي.
وإطلعت ميركل بالمناسبة، على أنشطة المركز، وتناقشت مع عدد من الباعثين الشبان التونسيين حول آفاق الشراكة التونسية الالمانية في قطاع بعث المشاريع والمؤسسات الناشئة في تونس والتحديات التي تواجهها، فضلا عن الحوافز التي تم إقرارها لدفع المبادرة الخاصة ومرافقة الباعثين الشبان.
وتمَّ خلال الزيارة تقديم عدد من المشاريع لباعثين شبان تونسيين في قطاعات الفلاحة والتكنولوجيات الحديثة والتزويق الداخلي.كما تم تقديم عرض حول المركز التونسي الألماني للاعلام حول الهجرة والتشغيل والاندماج وإعادة الاندماج في سوق الشغل، الذي تم تدشينه صباح امس الجمعة من طرف وزير التكوين المهني والتشغيل عماد الحمامي ونظيره الألماني "جيرد مولر".وتم إنشاء هذا المركز بتمويل من الحكومة الألمانية في إطار برنامج الهجرة ودفع التنمية، وهو فضاء مفتوح يهدف إلى مرافقة طالبي الشغل الراغبين في العمل في ألمانيا، من خلال توفير المعلومات المحينة حول سوق الشغل الألمانية، وفرص العمل وكيفية الاندماج في المجتمع الألماني.
ويُعدّ هذا المركز فضاء مفتوحا لإستقبال الوافدين عليه من طالبي الشغل، والراغبين في العمل بالخارج والعائدين إلى تونس، والراغبين في الإنتصاب للحساب الخاص، عبر تمكينهم من كل المعطيات التي تيّسر إندماجهم بسوقي الشغل الألمانية والتونسية.
كما يهدف أيضا إلى تسهيل الهجرة الشرعية للتونسيين الذين تتوفر فيهم الشروط المطلوبة في السوق الألمانية وخاصة من المهندسين والتقنيين، وكذلك فتح أبواب جديدة في تونس بالنسبة إلى طالبي الشغل ومساعدتهم على الإنتصاب لحسابهم الخاص، فضلا على توفير مختلف المعطيات حول التشجيعات والإمتيازات للإندماج في الحياة النشيطة.
ويعتبر "مركز مصاحبة المؤسسات الناشئة "ستارت أب-هاوس/ تونس" فضاء للعمل المشترك ومقره في تونس العاصمة، ويرمي إلى النهوض بثقافة المؤسسة وتوفير فضاء لتبادل الأفكار والتكوين على أساس "الند للند" وتعزيز القدرات والفرص. وقد تمكن هذا المركز خلال السنوات الثلاث الماضية من مرافقة 30 مؤسسة ناشئة في تونس.