بغداد ـ نجلاء الطائي
جرت مراسم توقيع 5 اتفاقات ومذكرات التفاهم المشترك بين العراق والصين، في العاصمة الصينية بكين، الثلاثاء، والتي تتضمن المجال الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري والدبلوماسي والطاقة.
جاء ذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، ونظيره الصيني، والوزراء من الجانبين.
وذكر بيان لرئاسة الوزراء، ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، أن "مذكرة التفاهم الأولى تضمنت التفاهم بشأن المشاركة ببناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، والثانية التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين البلدين، والثالثة توقيع اتفاق إطاري بشأن التعاون في مجال الطاقة، والرابعة في مجال التعاون العسكري بين البلدين، والخامسة توقيع اتفاق بشأن الاعفاء المتبادل لتأشيرة دخول الجوازات الدبلوماسية.
وأبدى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، استعداد بلاده لدعم العراق عسكريًّا وتدريب القوات العراقية في إطار حربها على التطرف.
وأوضح بيان لرئاسة الوزراء العراقية أن رئيس الوزراء حيدر العبادي التقى في بكين، الثلاثاء، رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات بين البلدين وافاق تطويرها وبحث العديد من القضايا وفي مقدمتها مكافحة التطرف وجهود مواجهة داعش التي تهدد البلدين وجميع دول العالم، وضرورة حل الأزمة السورية بالطرق السلمية، في ظل تطابق الآراء والمواقف.
وأكد رئيس جمهورية الصين، بحسب البيان، مخاطبًا العبادي: زيارتكم جاءت في وقتها الصحيح وستساعد على التعاون الاستراتيجي الوثيق وسعينا لإقامة علاقات استراتيجية مع العراق، ونحن ندعم جهودكم للحفاظ على سيادة العراق والدفاع عن وحدة أراضيه وندعم بثبات إجراءاتكم بالحفاظ على أمن واستقرار العراق والتصدي للتطرف الذي نرفضه بجميع أشكاله وبالأخص داعش.
وأضاف: الصين حريصة على توسيع التعاون العسكري والدفاعي والتدريب وبناء قدرات الجيش العراقي وتبادل المعلومات والصناعات العسكرية، ونحن مستعدون للاستجابة لدعم العراق في هذه المجالات، إلى جانب التعاون الاقتصادي وإحياء طريق الحرير وزيادة المساهمة في إعمار العراق في مجالات البناء والنفط والطاقة والخدمات والاتصالات والتمويل، وتدريب الطاقات العراقية من الشباب والأكاديميين.
وأشار جين بينغ إلى أن "موقفنا واضح بشأن احترام السيادة العراقية وأخذ موافقة الحكومة العراقية في إطار مكافحة التطرف".
من جهته، ذكر العبادي: إننا نطمح لزيادة التعاون مع الصين وأن نتوصل لاتفاقات لتمتين علاقاتنا وزيادة التبادل التجاري مع الصين، ونرحب بتوسيع الشركات الصينية لنطاق الاستثمار، ونحتاج تعاون ودعم الصين في مجالات التسليح والتدريب لمواجهة خطر داعش والتطرف الذي يهدد الجميع.
وجدد رئيس الوزراء ترحيبه بقرار مجلس الأمن الدولي بشأن سورية؛ لأن الحل السلمي سيساعد العراق للقضاء على داعش، داعيًّا إلى تفعيل لجنة العلاقات العراقية الصينية واستئناف اجتماعاتها، وأيَّد الرئيس الصيني هذه الدعوة وتم الاتفاق على بدء اجتماعاتها في شهر آذار/مارس المقبل.
وأكد الرئيس الصيني أن البلدين سيصدران بيانًا مشتركًا لإعلان تأسيس شراكة استراتيجية.
وبحسب الوكالة الرسمية الصينية "شينخوا"، ذكر الرئيس الصيني أن بكين تقدر علاقاتها مع العراق وترى البلاد كشريك يستحق الثقة وشريك فعّال للتعاون في الشرق الأوسط، وأن تعريف العلاقة يظهر إدارك البلدين الكامل لأهمية علاقتهما وسيضع أساسًا صلبًا للتنمية المستقبلية.
وأعرب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، عن ثقته بقدرة العراقيين على قهر عناصر داعش، والمضي في تحرير كامل الأراضي المغتصبة.
وذكر بيان لرئاسة الوزراء العراقية أن العبادي التقى رئيس المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، تشانغ ده جيانغ، الذي قال إن "القيادة الصينية تولي زيارتكم الأولى إلى الصين اهتمامًا بالغًا ونحن على يقين أن هذه الزيارة ستكون ناجحة وستعزز علاقات الصداقة بين بلدينا في جميع المجالات".
وأضاف رئيس مجلس النواب الصيني: العراق من الحضارات العريقة في العالم ولكم تاريخ عظيم، والعراق والصين قدما الكثير للإنسانية وعلاقاتنا قديمة وتعود إلى طريق الحرير القديم، وقد ترسخت أكثر بعد تسلمكم رئاسة الحكومة، ونحن شركاء مهمون لبعضنا البعض ونتبادل المصالح وندعم شركاتنا للاستثمار في العراق الذي يشكل موردًا مهمًا للصين في مجال النفط.
وأشار إلى أن بكين تعتقد أن التطرف آفة يجب مكافحتها بشكل مشترك، كاشفًا عن مناقشة قانون لمكافحة التطرف في البرلمان الصيني، ومؤكدًا موقف الصين الداعم للعراق في مواجهة التطرف وحرصها الشديد على أمنه واستقراره وازدهاره وتعميق علاقات التعاون المشتركة.
وأضاف العبادي: نحن نريد البناء على العلاقات الطويلة بين حضارة الصين وحضارة العراق، ونقدّر عمل الشركات الصينية التي تستثمر في العراق ونسعى لتوسيع هذه المساهمة لاسيما في ظل انخفاض أسعار النفط، تعلمون أن العراق يواجه هجمة شرسة من داعش الذي قتل الكثير من المدنيين، وإننا ماضون في تحرير كامل أراضينا وواثقون من أن قواتنا ستقهر داعش.
ودعا العبادي إلى توحيد الجهود لمواجهة التطرف الذي يهدد كل العالم، كما أعرب عن ترحيبه بقرار مجلس الأمن الدولي بشأن سورية وضرورة الحل السلمي للأزمة السورية.
ويزور العبادي الصين بشكل رسمي من الثلاثاء وحتى الأربعاء المقبل، بدعوة رسمية من نظيره رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ.