تخلى سوق دبي المالي في مستهل تعاملات الأسبوع الأحد، عن حاجز 2300 نقطة وسط انحسار لافت في مستوى السيولة التي بلغت 358 مليون درهم. وانخفض المؤشر العام بنسبة 2,5% وأغلق عند مستوى 2299 نقطة أدنى مستوى للسوق خلال شهر، وقادت عمليات بيع كثيفة شملت جميع الأسهم المتداولة إلى تكبد الأسهم خسائر قاسية زادت على 6,2 مليار درهم في قيمتها السوقية. وقلل محللون ماليون من حدة هذا التراجع مؤكدين أنه يأتي في سياق عمليات بيع متقطعة لجنى المكاسب التي حققها السوق منذ بداية العام، والتي ما زالت بحدود 40%. وقال عبد الله الحوسني مدير عام الإمارات دبي الوطني للأوراق المالية، إن التراجعات التي يشهدها السوق لا تخرج عن دائرة جني الأرباح، مشيراً إلى أن المؤشر مازال رابحاً نحو 40% حتى الآن، الأمر الذي يتوقع معه أن يشهد السوق تراجعات أخرى مع اصطدام المؤشر بمستويات دعم تتراوح بين مستوى 2270 نقطة ومستوى 2150 نقطة. وأضاف أن التراجع يتزامن مع توقعات دخول السوق فترة هدوء، مع قرب موسم إجازات الصيف وشهر رمضان المبارك، والتي عادة ما تشهد تراجعاً في حركة التداول، بالإضافة إلى استمرار تأثر السوق وإن كان بشكل أقل من تصريحات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بشأن تقليص برنامج التيسير الكمي في الولايات المتحدة والتي ألقت بظلالها على الأسواق العالمية خلال تعاملات الخميس والجمعة الماضيين. واستهل السوق التعاملات بانخفاض ملحوظ استمر حتى الساعة الأولى شهدت هبوط المؤشر بنسبة 1%، قبل أن يوسع المؤشر خسائره عند المنتصف لتصل إلى 1,3%، تعرض بعدها خلال النصف الثاني إلى ضغوط قوية دفعته إلى التخلي عن حاجز الدعم الرئيسي 2300 نقطة، بعد محاولات مقاومة استمرت نصف ساعة. بيد أن السوق عاد لمواصلة هبوطه إلى أدنى مستوياته عند 2284,4 نقطة، وقلص خسائره عند الإغلاق إلى 60,81 نقطة. وشهدت حركة التداول تبايناً بين الأحجام والقيم والصفقات، وارتفعت أحجام التداول إلى 264,3 مليون سهم، وهبطت قيم التداول إلى 385,2 مليون درهم بالتزامن مع ارتفاع في عدد الصفقات إلى 3985 صفقة. وبلغت قيمة الأسهم المشتراة من قبل الاستثمار المؤسسي 105 ملايين درهم تمثل 27,3% من إجمالي قيمة تداول السوق، وبلغت قيمة الأسهم المباعة من قبل الاستثمار المؤسسي 126,4 مليون درهم، وبذلك يصل صافي الاستثمار المؤسسي 21,293 مليون درهم كمحصلة بيع. وفيما يتعلق بأداء المؤشرات الفرعية، عما التراجع كافة مؤشر السوق مع إغلاق 7 مؤشرات باللون الأحمر، واستقرار البقية عند مستوى الإغلاق السابق دون تغيير، ليختفي تماما اللون الأخضر عن شاشات التداول. وتصدر مؤشر قطاع الاستثمار المؤشرات الهابطة بإغلاقه متراجعاً بنسبة 4,3%، ومؤشر قطاع العقارات 3,4%، ومؤشر قطاع الخدمات3,1%، ومؤشر قطاع النقل 1,9%، ومؤشر قطاع البنوك 1,67%، ومؤشر قطاع التأمين 1,2%، ومؤشر قطاع الاتصالات 0,69%. ووفقا لبيانات سوق دبي المالي، شهد التداول هبوط 26 شركة وثبات أسعار شركة واحدة، ولم يشهد أية ارتفاعات على الإطلاق، وتصدر سهم شركة دبي للمرطبات الشركات الأكثر انخفاضاً بنسبة 9,6% إلى 13,1 درهم، وتكافل الإمارات 8% إلى 0,63 درهم، ودار التكافل 6,5% إلى 0,54 درهم، وشركة سوق دبي المالي 5,7% إلى 1,79 درهم، وأرابتك 5,3% إلى 2,15 درهم. وتصدرت إعمار العقارية الشركات الأكثر نشاطاً بقيمـة 85,1 مليون درهم، تلتها شركة سوق دبي المالي 69,47 مليون درهم، وشركة ارابتك 49,72 مليون درهم، وبنك دبي الإسلامي 38,25 مليون درهم. وفيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي، بلغت قيمة مشتريات الأجانب غير العرب نحو 51,7 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 107,15 مليون درهم، وبلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب نحو 80,43 مليون درهم وقيمة مبيعاتهم نحو 69 مليون درهم. وبلغت قيمة مشتريات المستثمرين الخليجيين 49,5 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 22,4 مليون درهم، ونتيجة لهذه التطورات بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب نحو 181,6 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 198,6 مليون درهم، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 17 مليون درهم كمحصلة بيع.