دبي – العرب اليوم
يتجاوز عدد الشركات العاملة في المنطقة الحرة لمركز دبي للسلع المتعددة تسعة آلاف شركة قبل نهاية العام الحالي، بحسب أحمد بن سليّم الرئيس التنفيذي الأول للمركز، الذي كشف عن انضمام 1027 شركة، جديدة للمركز خلال النصف الأول من العام الحالي بزيادة نسبتها 30%، ليبلغ الإجمالي نحو 8865 شركة.
وكشف ابن سليم عن بدء العمل في منطقة برج 2020، التي ستحتضن أطول برج تجاري في العالم، متوقعاً أن يتم الكشف عن تصميم المخطط الرئيسي للبرج قبل نهاية العام، مؤكداً وجود خيارات عديدة للتمويل، منها إصدار الصكوك أو التمويل المباشر عبر البنوك، فضلاً عن عروض أخرى لشركات عالمية تجري حالياً دراستها لاختيار الأنسب منها.
وأوضح الرئيس التنفيذي الأول، مركز دبي للسلع المتعددة خلال مؤتمر صحفي بمقر المركز أمس، أن بورصة دبي للذهب والسلع ستشهد خلال الفترة المقبلة العديد من العقود الجديدة، أبرزها عقود الذهب الفورية، بالإضافة إلى عقود عملات جديدة مثل العملة الصينية والروسية والبرازيلية.
وأشار أحمد بن سليم إلى أن مركز دبي للسلع المتعددة يتجه حالياً إلى استقطاب المزيد من الشركات من أسواق جديدة في منطقة أميركا اللاتينية كالبرازيل والإكوادور وبيرو والمكسيك، وغيرها من أسواق المنطقة، التي تزخر بالعديد من الفرص في مجال تجارة السلع.
ولفت ابن سيلم إلى أن مركز دبي للسلع المتعددة تمكن منذ تأسيسه في أن يصبح مركزاً محورياً على خريطة المراكز العالمية المتخصصة في السلع، خاصة في ظل التحولات التي فرضتها الأوضاع الاقتصادية غير المواتية في العديد من مناطق العالم، مؤكداً أن الميزات التنافسية التي تتمتع بها دبي أسهمت في تعزيز جاذبية المركز للشركات التي باتت تبحث على أفضل أماكن العالم استقراراً في بيئة الأعمال وتقدما على صعيد البنية التحتية والتشغيلية لسد الفجوات التي أحدثتها التغيرات الجديدة في خريطة هذه المراكز.
وأكد أن مركز دبي للذهب والسلع يشكل الضلع الأهم في مربع المراكز العالمية الرئيسية والممتدة من نيويورك ولندن إلى دبي وسنغافورة.
وقال أحمد بن سليّم الرئيس التنفيذي الأول، لمركز دبي للسلع المتعددة، إن المركز يواصل استقطاب أعضاء جدد بمعدلات غير مسبوقة، الأمر الذي يسهم في رفد إجمالي الناتج المحلي لدبي بشكل متزايد، فضلاً عن دوره في دعم جهود جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وترسيخ مكانة دبي كمركز تجاري وسياحي عالمي.
وأضاف: «لقد استلهمنا رؤيتنا من القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسنواصل فعل كل ما بوسعنا لدعم رؤى سموه لدبي، التي تتمثل في ثلاث ركائز أساسية وهي الحكومة الذكية، ومركز عالمي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وعاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي».
ووفقاً للبيانات، التي كشف عنها مركز دبي للسلع المتعددة أمس، فقد بلغ عدد الشركات المسجلة حديثاً في منطقته الحرة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري إلى 1027 شركة، بزيادة نسبتها 30% عن الفترة نفسها خلال العام الماضي، ليبلغ إجمالي عدد الشركات المسجلة 8865 شركة عضواً.
وقال أحمد بن سليم، إن مركز دبي للسلع المتعددة كشف مؤخراً عن مشاريع توسعية مهمة عدة، أبرزها «منطقة برج 2020»، التي ستحتضن أطول برج تجاري في العالم، «برج 2020»، لافتاً إلى أن هناك حالياً أربع شركات تصميم عالمية تشارك في رسم المخطط الرئيس لـ «منطقة برج 2020»، على أن تبدأ أعمال الحفريات العام المقبل.
وأكد أن المركز لا يواجه أي تحديات تتعلق بعملية تمويل بناء البرج، لافتاً إلى وجود العديد من الخيارات التمويلية التي يدرسها المركز، ومنها إصدار صكوك على غرار عملية التمويل التي قام بها المركز بقيمة 200 مليون دولار لتمويل أبراج الذهب والألماس والفضة في السابق، مشيراً إلى أن المركز يتمتع بجدارة ائتمانية عالية، ولا توجد عليه التزامات ديون.
من جهته، قال جوتام ساشيتال الرئيس التنفيذي، مركز دبي للسلع المتعددة، إن مركز دبي للسلع المتعددة يركز على إيجاد بيئة إيجابية ومستدامة، تزدهر فيها تجارة السلع والمؤسسات عموماً، مع المحافظة على جاذبية المركز في الوقت الحالي وبالمستقبل، سواء من خلال تحسين تجربة العملاء أو الابتكار أو تنويع باقة الخدمات التي نوفرها أو عبر توطيد علاقاتنا التجارية الدولية.
وأكد ساشيتال أن المركز يتمتع بقدرة عالية على التأقلم مع الظروف السوق المتغيرة بوتيرة متسارعة، ونرى في المنافسة الدولية فرصاً كي نطور قدراتنا كمؤسسة ديناميكية وطموحة.
ويعمل مركز دبي للسلع المتعددة في الوقت الراهن على تشييد مشروع برج «One JLT»، وهو عبارة عن برج زجاجي يتألف من 14 طابقاً ويقع في قلب المنطقة الحرة التابعة للمركز، على أن يكتمل المشروع في عام 2015. ويأتي هذان المشروعان كجزء من استراتيجية المركز لتوسعة المنطقة الحرة، بُغية تلبية الطلب المتزايد من قبل الشركات الإقليمية الكبيرة ومتعددة الجنسيات على المساحات التجارية التي تتسع لأعمالها كافة والمملوكة من قبل جهة واحدة.
شركات صغيرة ومتوسطة
تستحوذ الشركات الصغيرة والمتوسطة على نحو 70% من إجمالي الشركات الأعضاء في المنطقة الحرة في مركز دبي للسلع المتعددة، فيما تضمن النسبة المتبقية مجموعة من الشركات المتعددة الجنسيات، مثل أميركان إكسبريس، و«ديامديل» (دي بيرز)، وشركة جلينكور اكستراتا، وهارلي ديفيدسون، ولويس دريفوس، وإل في ام اتش، ونوتريكيا دانون وريو تينتو ألكان.
وحصد المركز في شهر يونيو الماضي جائزتي أفضل منطقة حرة للشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وأفضل منطقة حرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، من مجلة «أف دي أي» لعامي 2014 و2015.
وقال أحمد بن سليم، إنه وكجزء من استراتيجيته الرامية لدعم مبادرة الحكومة الذكية، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أطلقت المنطقة الحرة التابعة للمركز في شهر مايو المنصرم بوابتها الإلكترونية المخصصة للشركات الأعضاء «DMCC MemberPortal»، التي توظف تقنيات «سايلز فورس» (Salesforce).
وارتقت البوابة الإلكترونية الجديدة بمستوى تجربة العملاء إلى مصافٍ جديدة، فيما يتعلق بتأسيس أعمالهم في المنطقة الحرة أو تجديد تراخيص مزاولة الأعمال، ويتمكن الأعضاء كافة عبر البوابة الإلكترونية الجديدة من طلب عدة خدمات عبر الإنترنت من أي جهاز وفي أي وقت.
40% من تداولات الذهب عالميا
تعززت مكانة دبي كمركز تجاري عالمي، بفضل استمرار تدفق السلع عبر الإمارة على نحو قوي. فعلى سبيل المثال، ارتفعت قيمة الذهب الذي يمر عبر دبي في عام 2013 إلى 75 مليار دولار، مقارنة بنحو 70 مليار دولار في عام 2012، لتتبوأ دبي بذلك مكانتها كالمركز العالمي لتجارة سبائك الذهب، حيث يمر اليوم ما نسبته 40% من إجمالي تداولات الذهب عالمياً عبر الإمارة.
13 % نمو تجارة الألماس
ارتفعت تجارة الألماس خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، بنسبة 13% لتصل إلى 63 مليون قيراط، بحسب بيانات بورصة دبي للألماس، المنصة التابعة لمركز دبي للسلع المتعددة. واستضافت في شهر مارس الماضي، أول مزاد للألماس المصدر من زيمبابوي، في دبي، كما استضافت البورصة 11 مزاداً أخر منذ بداية العام الحالي ولغاية تاريخ 30 يونيو، تضمنت بضائع من معظم البلدان الرئيسية المنتجة مثل زيمبابوي وأنجولا وجنوب أفريقيا وغانا وروسيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
أما على صعيد تجارة الشاي، فقد وصل حجم التجارة في مركز الشاي التابع لمركز دبي للسلع المتعددة، خلال النصف الأول من عام 2014 إلى مستويات قياسية، بلغت 20 مليون كيلوجرام، مقارنة بـ 7٫5 مليون كيلوجرام في الوقت ذاته عام 2013. ويُعزى هذا الارتفاع لإطلاق باقة من الحلول المبتكرة وخطوط الإنتاج الجديدة.
وقدم مركز دبي للسلع المتعددة الدعم لعدة فعاليات هادفة إلى تعزيز حركة تجارة السلع، حيث استضاف المركز في شهر مارس الماضي، معرض دبي العالمي الأول للأحجار الكريمة والمجوهرات، والذي أقيم بالتعاون مجلس ترويج صادرات الأحجار الكريمة والمجوهرات الهند، في فندق أتلانتس النخلة، وشهد المعرض الذي شارك به 131 جهة مختلفة من الهند ودبي، أكثر من 1600 زائراً من مختلف أقطار العالم.
900 عملية مرابحة
أما على صعيد مساهمة المركز في دعم الاقتصاد الإسلامي، فشهدت منصة «ترايد فلو» إتمام أكثر من 900 عملية مرابحة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، بقيمة إجمالية بلغت 200 مليون دولار.
وفي يناير 2014 الماضي، قدم معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، جائزة المساهمة المتميزة في التمويل الإسلامي لأحمد بن سليّم، خلال الحفل السنوي لـ «مينا فند مانيجر». وبدوره، أهدى ابن سليّم الجائزة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
البنية التحتية
وفيما يتعلق بالبنية التحتية، فقد تم الانتهاء من شبكات الطرق في منطقة أبراج بحيرات جميرا في شهر يناير الماضي قبل الموعد المحدد، وافتتح المركز في شهر يناير الماضي حديقة عامة تبلغ مساحتها 55 ألف متر مربع، وهي الأكبر على مستوى دبي الجديدة. كما يواصل المركز تطوير منطقة أبراج بحيرات جميرا البالغة مساحتها 200 هكتار، بما يتناسب مع متطلبات المجتمع.
ومن ناحية أخرى، تعمل كونكورديا، وهي مشروع مشترك لمركز دبي للسلع المتعددة والجهة المسؤولة عن مجتمع أبراج بحيرات جميرا، تطبيق نظام أمني شامل للمنطقة الحرة التابعة لمركز دبي للسلع المتعددة. وسجلت كونكورديا نمواً قوياً خلال النصف الأول من العام، حيث ارتفعت إيراداتها بنسبة 32% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وتمكنت من تجديد العقود كافة، التي كانت قد أبرمتها لإدارة المرافق.