واشنطن ـ وكالات
كان من المفترض أن تبدأ هذه السنة على نحو جيد بالنسبة لشركة بوينج. فمن المتوقع في وقت لاحق من هذا الشهر أن يتم التأكيد على أن الشركة الأمريكية تفوقت على ''إيرباص'' للمرة الأولى خلال عقد، بتسليم عملائها عددا أكبر من طائرات الركاب في عام 2012. لكن عودة ''بوينج'' لموقعها أكبر مصنعة طائرات في العالم، تحوم فوقها ظلال سلسلة من الحوادث مع طائرتها الرائدة ''دريملاينر 787''. الطائرة 787 هي الأحدث والأكثر تطوراً التي تنتجها شركة بوينج وهي تحتوي معايير أعلى لكفاءة الوقود، لأنها مصنوعة بشكل أساسي من مركبات بلاستيكية خفيفة الوزن بدلاً من الألمونيوم التقليدي. لكن الطائرة – التي تحدد سعرها في الكاتلوج بـ 207 ملايين دولار – دخلت الخدمة التجارية في عام 2011، متأخرة أكثر من ثلاث سنوات بسبب مشاكل تقنية في الطائرة ذات الهيكل الكبير. وهذا السجل الهزيل من التقدم أصبح مضاعفا الآن مع أخطاء كهربية ومواطن خلل أخرى في بعض طائرات دريملاينر الـ 49 التي تم تسليمها إلى شركات الطيران حتى الآن. وبحسب جاسون جارسكي، المحلل في ''سيتي جروب'': ''هذه المواضيع أدت إلى تآكل ثقة السوق بالطائرة 787 وتسببت في مخاوف من نفور المستهلك من هذه الطائرة المليئة بالمشاكل''. وكانت آخر حادثة حينما ألغت شركة الطيران اليابانية ''أيه إن أيه'' التي تعد أكبر مشغلي بوينج 787، رحلة محلية لواحدة من طائراتها الأسبوع الماضي. فقد اكتشف طيار مشكلة في الحاسوب في مقصورة القبطان، وكانت تعني أنه لم يعد باستطاعته التحكم في كافة مكابح الطائرة، وإن كان باستطاعته أن يهبط بالطائرة بأمان. يوم الثلاثاء كان هناك تسرب في الوقود في طائرة يابانية 787 في الوقت الذي كانت فيه في مطار ''لوجان'' في ولاية بوسطن الأمريكية. لكن أكثر الحوادث خطورة حتى الآن كانت يوم الإثنين، حينما شبت النيران في عدد من طائرات دريملاينر اليابانية كانت رابضة أيضاً في مطار ''لوجان''. وكانت النيران متركزة في حجيرة إلكترونيات عند الجزء الخلفي من الطائرة. وأفادت تقارير أن انفجارا يتضمن بطارية من الليثيوم والأيون كان السبب الذي أدى إلى اشتعال في وحدة الطاقة المساعدة في الطائرة، التي تستخدم في مد الطائرة بالكهرباء حينما تكون على الأرض. وقال مجلس سلامة النقل الوطني، الوكالة الأميركية التي تحقق في الحوادث التي تتضمن ضرراً كبيراً في الطائرات: إن بطارية البوينج 787 عانت من ''تلف ناري حاد''. ووفقا لنيك كانينجام، المحلل في أيجينسي بارتنرز: ستكون هناك حاجة لتحديد ما إذا كان من الممكن أن تندلع هذه النيران والطائرة في الجو. وأضاف: ''لو أن هذا حدث هذا أثناء الطيران، كان سيكون الأمر خطيراً للغاية''. كما أثار تساؤلات أيضاً حول استخدام بطاريات الليثيوم والأيون في الطائرة 787، نظراً لكونها معروفة بأنها قابلة للاشتعال، خصوصا مع الحواسب المحمولة. وطرح محللون آخرون الخطوط العريضة لسيناريو أسوأ الحالات الذي ينتج فيه عن النيران مشاكل خاصة بالتصميم يتطلب علاجها عمليات إصلاح معقدة. وقد يعني هذا أن على المنظمين أن يصدِّقوا على أي إصلاحات في إطار عملية التصديق للطائرة. وطائرات بوينج 787 التي في الخدمة بالفعل محتجزة على الأرض حتى يتم الانتهاء من التصليحات. وهبطت أسهم شركة بوينج 4.6 خلال يومي الإثنين والثلاثاء – مع أن السهم ارتفع نحو 3 في المائة في تداولات بعد ظهر اليوم التالي، بينما كان كبير مهندسي المشروع في الشركة في برنامج بوينج 787، مايك سينيت، مصراً على أن طائرة الأحلام آمنة. وقال سينيت الذي رفض التعليق على الحريق في الطائرات اليابانية: ''أنا مقتنع بنسبة 100 في المائة بأن الطائرة آمنة للطيران. ودائماً ما أطير بها بنفسي''.