افتتحت شركة أميركية رصيفاً في ميناء "المعقل" العراقي، القريب من مركز مدينة البصرة، عقب تأهيله على نفقتها، بغية تشغيله بصورة مشترك، وفيما أبدت وزارة النقل رغبتها بالتعاقد مع المزيد من الشركات الأجنبية، على إدارة أرصفة الموانئ التجارية بصورة مشترك، أعلنت إدارة الشركة العامة للموانئ عن إمكان توفير مليون فرصة عمل، عقب إنجاز مشروع ميناء "الفاو الكبير". وأوضح وزير النقل هادي العامري، في حفل افتتاح الرصيف، أن "شركة (NAWAH) افتتحت، الثلاثاء، الرصيف رقم 14 في ميناء المعقل"،مشيرًا إلى أن "مشروع تأهيله وتجهيزه بالرافعات والمعدات استغرق 11 شهراً، ومن المؤمل أن نتعاقد مع الشركة نفسها على تأهيل وتشغيل رصيف آخر، في الميناء نفسه"، مبيناً أن "الشركة ستقوم، بموجب العقد المبرم معها، بتشغيل وإدارة الرصيف، بالإشتراك والتنسيق مع الشركة العامة للموانئ"، لافتًا إلى أن "الوزارة عازمة على إفساح المجال أمام الشركات الأجنبية الرصينة، لإدارة المزيد من أرصفة الموانئ، بصيغة التشغيل المشترك، الذي يعني تكفل الشركات الأهلية بتأهيل الأرصفة على نفقتها، ومن ثم تقوم بتشغيلها وتقاسم إيراداتها المالية مع الشركة العامة للموانئ"، مبينًا أن "هذه الطريقة أثبتت نجاحها في تطوير الموانئ" بدوره، أكّد مدير الشركة العامة للموانئ، التي يقع مقرها قرب ميناء "المعقل"، الكابتن البحري عمران راضي أن "الرصيف الجديد سيسهم في تطوير ميناء المعقل، وتنشيط الملاحة البحرية في قناة شط العرب"، معتبراً أن "المعقل سيكون من أفضل الموانئ التجارية في المنطقة، بعد خمسة أعوام، فيما ستكون الموانئ العراقية من أنشط الموانئ في العالم، بعد تشغيل القناة الجافة، وإنجاز مشروع ميناء الفاو الكبير، الذي من المؤمل أن يوفر تشغيله ما لايقل عن مليون فرصة عمل". وأشار راضي إلى أن "الموانئ التجارية ستكون، مع حلول عام 2030، الرافد الأول للاقتصاد العراقي، حيث نتوقع أن تتفوق على قطاع النفط"، مضيفاً أن "الموانئ العراقية في تطور مستمر، وأسلوب التشغيل المشترك لأرصفتها جعل القطاع الخاص شريكاً في تطوير بنيتها التحتية، وتحسين خدماتها وزيادة إيراداتها المالية". من جانبه، بيّن مدير التشغيل المشترك في الموانئ العراقية حامد الجابري أن "أسلوب التشغيل المشترك للأرصفة تم اللجوء إليه بدافع تطوير الموانئ، دون الاتكال على الجهد الحكومي لوحده، وأحدث مشروع من هذا النوع هو مشروع تأهيل وتشغيل الرصيف رقم 14 في ميناء المعقل"، مؤكدًا أن "الرصيف خصص لشحن وتفريغ الحاويات وجهز بمعدات لهذا الغرض، وبذلك يكون الرصيف الأول من نوعه في الميناء"، موضحًا أن "تردي أعماق قناة شط العرب عند مدخلها يعيق وصول البواخر الضخمة، الحاملة للحاويات إلى ميناء المعقل، إلا أن البواخر الساحلية الناقلة للحاويات يمكنها الوصول إلى الميناء بلا مخاطر ومعوقات". وحسب رئيس شركة (NAWAH) الأميركية القابضة، التي يقع مقرها في واشنطن، توماس بريتكزكر فإن "الشركة أنفقت نحو 14 مليون دولار على تأهيل الرصيف، وما حفزنا على تنفيذ مشروع من هذا النوع في البصرة هو تشجيع شخصيات دينية وعشائرية لنا، فضلاً عن المكانة الاقتصادية التي تتمتع بها المحافظة".