أعلنت مجموعة "بومباردييه" الكندية لتصنيع الطائرات التجارية نيتها نقل جزء من وحداتها الصناعية في بلفاست عاصمة إيرلندا الشمالية، للدار البيضاء في المغرب، إلى جانب نقل جزء آخر إلى المكسيك.
وتأتي هذه الخطة في إطار سعي الشركة العالمية لخلق توازن في النفقات التشغيلية وزيادة التنافسية في مواجهة مصنعين آخرين، خصوصاً "بوينغ" و "إيرباص"" و "أمبراير" البرازيلية، بحسب ما نقلته صحيفة "الحياة".

وتنوي الشركة تسريح 700 عامل هذه السنة ونحو 1080 في عام 2017 من إجمالي 5 آلاف عامل وتقني ومهندس في مصانع بلفاست. وتعتقد أن تلك الإجراءات ضرورية لضمان مستقبل المجموعة في المملكة المتحدة، رغم معارضة نقابات العمال.
وأوردت صحيفة "بلفاست تلغراف" أن "نقل بعض الأنشطة الصناعية إلى المغرب والمكسيك سيعزز القدرة التنافسية للمجموعة على المدى البعيد، في حين ستحافظ بلفاست على الأنشطة ذات القيمة المرتفعة والإنتاج الصناعي عالي الدقة".

وأكدت الشركة أن "مصانع إرلندا لم تعد تنافسية بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج، لذلك قررت تحويل بعض أنشطتها الصناعية إلى المغرب، وتحديداً منطقة ميد بارك في النواصر حيث تملك مصنعاً لإنتاج أجزاء لطائرات سي سيريز الموجهة لناقلات المسافرين وطرازات سي أر جي كيو سيريس الخاصة برجال الأعمال".
وكانت "بومباردييه" قد استثمرت نحو 200 مليون دولار في مصنع الدار البيضاء قبل سنتين، وتستفيد من اتفاقات التجارة الحرة بين المغرب والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والقرب الجغرافي من أسواق إفريقيا والشرق الأوسط، والإعفاء الضريبي والكفاءة المحلية.

ويراهن المغرب على صناعة السيارات والطائرات وتقنيات الطاقات المتجددة للارتقاء إلى صف الدول الصاعدة، ويقدم في المقابل إغراءات وحوافز للشركات الراغبة في الاستثمار في الصناعات الحديثة، وفقاً للصحيفة.

ومن المتوقع أن يصدّر المغرب هذه السنة بنحو 7 مليارات دولار من السيارات والطائرات، وأن يحصل على استثمارات سنوية تقدر بأربعة مليارات دولار.
وأكدت "بومباردييه" إلغاء 200 وظيفة في مصنع تورينو في كندا، في مقابل توسيع الإنتاج في المغرب والصين والمكسيك، الدول الثلاث التي تتقاسم صناعة أجزاء طائرات "بومباردييه" التي خسرت العام الماضي نحو 4.6 مليار دولار، ما دفع حكومة مقاطعة كيبيك إلى ضخ 1.3 مليار دولار مقابل تملك 49% من مشروع طرازات "سي سيريز" التجارية المصنعة بين بلفاست والدار البيضاء ومكسيكو سيتي.

وتتوقع "بومباردييه" تسويق نحو 17.5 مليار دولار من طائراتها المختلفة وقطاع الغيار والصيانة وتحقيق أرباح صافية بنحو 400 مليون دولار مع نهاية 2016.