الرياض - العرب اليوم
وقعت «أرامكو» السعودية وشركة نفط أبوظبي الوطنية (أدنوك) أمس، اتفاقا إطاريا لشراكة لستراتيجية بينهما في تطوير مصفاة «راتناغيري» للتكرير والبتروكيماويات «آر آر بي سي إل»، التي تُعد مجمّعاً عملاقاً ومتكاملاً لأنشطة التكرير والبتروكيماويات، بطاقة إنتاجية تبلغ 1.2 مليون برميل في اليوم، بمقاطعة راتناغيري الهندية، على بعد 215 ميلاً جنوب مدينة بومباي في منطقة ماهاراشترا.
ووقّع الاتفاق في العاصمة الهندية نيودلهي وزير الدولة الإماراتي والرئيس التنفيذي لشركة «أدنوك» ومجموعة شركاتها الدكتور سلطان الجابر، ورئيس «أرامكو» السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر.
ويُرسِي الاتفاق مبادئ التعاون الاستراتيجي المشترك بين «أرامكو» السعودية و«أدنوك» للمشاركة في بناء هذا المجمع وامتلاكه وتشغيله، بالتعاون مع اتحاد من شركات النفط الوطنية الهندية، الذي يضم حالياً شركات «إنديان أويل كوربوريشن ليمتد، وبهارات بتروليوم كوربوريشن ليمتد، وهيندوستان بتروليوم كوربوريشن ليمتد»، ومن المقرر أن تتقاسم «أرامكو» السعودية و«أدنوك» حصة ملكية نسبتها 50 في المئة في شركة المشروع المشترك الجديدة، على أن يمتلك اتحاد الشركات الهندية الحصة المتبقية.
كما وقعت «أرامكو» السعودية مذكرة تفاهم مع «أدنوك»، ومصفاة «راتناغيري» للتكرير والبتروكيماويات، وشركات «إنديان أويل كوربوريشن ليمتد، وبهارات بتروليوم كوربوريشن ليمتد، وهيندوستان بتروليوم كوربوريشن ليمتد»، وقعها كلّ من: الدكتور سلطان الجابر، والمهندس أمين الناصر، ورئيس شركة إنديان أويل كوربوريشن سانجي شينق، والرئيس والمدير الإداري لشركة هيندوستان بتروليوم كوربوريشن م. ك سورانا، والرئيس والمدير الإداري لشركة «بهارات بتروليوم كوربوريشن» د. راج كومار.
حضر حفلة التوقيع وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزير النفط والغاز الطبيعي الهندي شري دارمندرا برادان، ورئيس شركة مصفاة راتناغيري للتكرير والبتروكيميائيات ب. أشوك.
وأوضح الجابر: «تماشياً مع توجيهات القيادة بتعزيز علاقات التعاون الاستراتيجي مع أشقائنا في السعودية وشركائنا في الهند بالعمل على تحقيق أقصى قيمة من كل برميل نفط ننتجه، يقدم هذا المشروع نموذجاً ملموساً لاستراتيجية (أدنوك) الجديدة الهادفة إلى التوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات، من خلال تنفيذ استثمارات استراتيجية مدروسة وذات طابع تجاري داخل وخارج دولة الإمارات، ويضمن استثمارنا في هذا المشروع توفير حصة من منتجاتنا من النفط الخام إلى أحد الاقتصاديات الرئيسة وأحد أكبر أسواق منتجات التكرير والبتروكيماويات وأسرعها نمواً في العالم».
وأضاف الجابر: «يؤكد التوقيع على الاتفاق نهج «أدنوك» لتوسعة نطاق شراكاتها في قطاع الطاقة، ما يسهم في تحقيق التكامل والاستفادة من مجموعة فريدة من الأصول والإمكانات والقدرات المميزة، فضلاً على ضمان الوصول إلى الأسواق وتعزيز القيمة وتحقيق منافع متبادلة».
من جانبه، أكد رئيس «أرامكو» السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر، أهمية أن تكون هناك شراكة طويلة المدى في مشروع مشترك بهذا الحجم والأهمية، متوقعاً أن ينمو الطلب العالمي على الطاقة بشكل سريع بحلول عام 2050، مدفوعاً بالنمو الكبير للطلب في الهند، مبيناً أن «أرامكو» تعتز، بتأسيس شراكة مع «أدنوك» ومجمّع راتناغيري للتكرير والبتروكيماويات المحدودة، للإسهام في توفير مصدر آمن وموثوق من أنواع النفط لواحد من أسرع اقتصادات العالم نمواً، بما يحقق الرخاء والرفاه على المدى البعيد.
وأوضح الناصر أن مشروع راتناغيري سيتمكّن من تلبية الطلب المتزايد على الوقود والكيماويات في الهند، إلى جانب تحقيق الأهداف الاستراتيجية للشركاء، معرباً عن سروره بتعزيز «أرامكو» السعودية وجودها في قطاع النفط والغاز الهندي الذي يشهد نمواً سريعاً، من خلال هذا المشروع العملاق، الذي يرسِّخ أقدام الشركة لتحقيق التعاون المستقبلي في الهند، ويمثّل ركيزة أساسية في استراتيجيتها لتوسيع أعمالها بقطاع التكرير والتسويق والكيماويات على مستوى العالم، ويحقق نسبة عالية من التكامل بين مجالي التكرير والكيماويات.
من جهته، قال وزير النفط والغاز الطبيعي الهندي شري دارمندرا برادان: «حققت علاقاتنا في مجال النفط والغاز قفزة كبيرة اليوم بتوقيع اتفاق الشراكة الإطارية بين (أرامكو) السعودية و(أدنوك)، وذلك ما يجعل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة شريكين في النمو السريع بقطاع المصافي في الهند، بل ومسيرة التنمية الهندية».
يذكر أن الشراكة الاستراتيجية بين «أرامكو» السعودية و«أدنوك» تُعد خطوةً كبيرةً على طريق التعاون بينهما في قطاع الطاقة على المستوى الإقليمي، وفرصة لإنشاء شراكة استراتيجية بين اثنتين من عمالقة شركات النفط الوطنية الرائدة على المستوى العالمي، بالتعاون مع اتحاد مؤلف من شركات وطنية هندية، كما تُعد تلك الشراكة فرصة تلتقي فيها خبراتهما الهائلة في مجال إمدادات النفط الخام، والموارد الهيدروكربونية، والتقنيات المرتبطة بها مع الوجود القوي والملموس لهما على الساحة العالمية، ومن المقرر أن يُجرِيَ الطرفان دراسة جدوى تمهيدية لتحديد الملامح العامة للمشروع.