يتفق التنفيذيون في شركة هيرست وفي صحيفة تايمز يونيون، على أن التقنيات الرقمية مهمة تماماً لمستقبل الصحف، لكنهم يتوقعون أن المادة المطبوعة ستظل أمراً مقبولاً على العموم، وغير خارج عن المألوف، على الأقل لفترة من الزمن. على الرغم من الانتقال السريع إلى العالم الرقمي، فإن إيرادات الإعلانات من الوسائل المطبوعة، لا تزال تشكل الغالبية العظمى من إجمالي إيرادات الإعلانات الصحافية، وهذا ما يجعل المُنتَج المطبوع، أكثر أهميةٍ من ذي قبل. يقول جورج هيرست الثالث، حفيد ابن وليم هيرست وناشر صحيفة تايمز يونيون، إنه بالنسبة للصحيفة فإن خُمس إيرادات الإعلانات يأتي من الوسيلة الرقمية. تم تركيب المطبعة الجديدة في مستودع هائل مُلحقٌ بمقر الصحيفة، حيث يقول التنفيذيون إنها ستقدّم منتَجاً أكثر بهجة وحيوية، بحيث تعزز النوعية الكليّة للصحيفة، وتضمن أن يبقى القراء وشركات الإعلان متعلقين بالمادة المطبوعة. تحل هذه المطبعة محل آلة طباعة كانت تختص بطباعة الكلمات (دون الصور)، وكانت تطبع هذه الصحيفة اليومية، منذ أن نقلت الشركة مقرها إلى المدينة في عام 1970. يتوقع التنفيذيون أن هذا الاستثمار في المطبعة الجديدة، الذي تبلغ قيمته 15 مليون دولار، سيكون مفيداً في تحقيق الأرباح خلال 5 سنوات. يقول هيرست: "إذا كنتَ ترى أن المادة المطبوعة ستظل على قيد الحياة لمدة تزيد على 5 سنوات، فإن من المؤكد أن هذا مشروع طيب يَحْسُن بك الاستثمار فيه". ويضيف: "من وجهة نظرنا ستظل المادة المطبوعة موجودة حتى بقية حياتنا". إن استثمار "تايمز يونيون" يبرز التكاليف الهائلة التي لا تزال تصاحب طباعة وتوزيع الصحف، والتي يقدر لها المحللون أنها ستشكل نسبة عالية تصل إلى 40 في المائة، من إجمالي التكاليف في الصحيفة اليومية. ظلت دور النشر الصحافية تعدّ أن التكاليف المرتفعة لطباعة وتوزيع الصحف، مجرد ثمن وجود الشركة في أعمال الصحف، إلى أن واجه الناشرون هبوطاً حاداً في الإيرادات، الذي أجبر الناشرين على تقليص أعمالهم. يقول كين دكتور، وهو محلل لصناعة الإعلام: في عام 2011 كان استهلاك الصحف المطبوعة في الولايات المتحدة، نصف الحجم الذي كان عليه في عام 2007. "إن ذلك جزء من عملية التفكيك التام لمعدات الطباعة الضخمة". بالتالي، فإن "تايمز يونيون" التي يوجد مقرها في مدينة ألباني عاصمة ولاية نيويورك، لم تكن بمعزل عن المتاعب التي أصابت الصناعة على نطاق واسع. وفي حين أن هيرست يقول إن الصحيفة "تحقق أرباحاً بصورة مريحة للغاية، وكانت كذلك منذ عقود"، إلا أن متوسط أرقام التوزيع في أيام الأسبوع العادية (بخلاف نهاية الأسبوع) كان 66 ألف نسخةً، خلال الأشهر الستة المنتهية في تشرين الأول (أكتوبر) 2013، بعد أن كان 100 ألف عدد خلال الفترة نفسها في عام 2002، وفقاً لمؤسسة آلايانس لتدقيق انتشار وسائل الإعلام. وبصفتها شركة خاصة، فإن هيرست لا تكشف عن التفاصيل المالية لأعمالها.