اظهرت إحصاءات «شركة كفالات» اللبنانية تراجعًا سنويّاً ملحوظاً بلغت نسبته 25.81 في المئة في عدد التسليفات الممنوحة من الشركة إلى 388 كفالة مع نهاية النصف الأوّل من العام 2013 مقارنةً مع 523 كفالة خلال الفترة نفسها من العام 2012. ويعود هذا التراجع إلى التباطؤ الذي يشهده الاقتصاد اللبناني في ظلّ التوتّرات السياسيّة الإقليميّة والمحليّة، ما انعكس سلباً على معظم القطاعات الاقتصادية في لبنان، ولا سيّما على الاستثمارات الجديدة، وفق ما جاء في تقرير «كفالات ووحدة الأبحاث الاقتصادية في بنك الاعتماد اللبناني». وقد بلغ الحجم الإجمالي للقروض المكفولة من الشركة 81.38 مليار ليرة، أو ما يوازي 53.98 مليون دولار، مع انخفاض في متوّسط قيمة الكفالة الواحدة إلى 209.73 ملايين ليرة، أو ما يوازي 139.13 ألف دولار. وتركّزت النسبة الأكبر من التسليفات في قطاعيّ الزراعة: 40.72 في المئة، والصناعة 33.76 في المئة، تلاهما قطاع السياحة 17.27 في المئة. في المقابل، يظهر التوزيع الجغرافي لمحفظة «شركة كفالات» أنّ منطقة جبل لبنان قد استحوذت على الحصّة الأكبر من إجمالي التسليفات المدعومة من قبل الشركة، ونسبتها 37.89 في المئة مع نهاية شهر حزيران من العام 2013، تليها منطقة البقاع بنسبة 24.23 في المئة، والجنوب 11.60 في المئة، والشمال 10.31 في المئة، والنبطيّة 8.25 في المئة، وبيروت 7.73 في المئة. في هذا السياق، بات مؤكداً "أن عدم الاستقرار أثر ويؤثر سلبيا على ثقة المستثمر والمستهلك على حد سواء، كما يؤثر مباشرةً على الممرات التجارية، خصوصا على الحدود البرية. أما قطاع السياحة فهو الخاسر الأكبر في التراجع منذ العام 2010، إذ تراجع عدد السياح بنسبة 12.69 في المئة خلال النصف الأول من العام 2013 مقارنة مع الفترة المقابلة من العام 2012، بينما أثبت قطاع العقارات قدرة محدودة على الصمود في وجه الأزمة. من دون نسيان الضغوط الناتجة عن التضخم المستمر في الارتفاع، ما يعني أن «العوائق في آفاق النمو ما تزال كبيرة، وما زال اتجاه النمو مثقلا بالمخاطر ويميل نحو الأسفل»، وفق التقرير نصف السنوي الصادر عن «البنك الدولي». ووفق تقرير «المردود العالي في الأسواق الناشئة» الصادر عن شركة «ميريل لينش»، حقّق دين لبنان الخارجي عائداً سلبيّاً بلغت نسبته 3.04 في المئة خلال شهر حزيران 2013، مقارنةً مع عائدٍ سلبيٍّ وصل إلى 0.86 في المئة في شهر أيّار 2013. وعلى صعيدٍ تراكميٍّ، انخفض عائد الديون الخارجيّة للبنان إلى (ـ 2.82 في المئة) خلال النصف الأوّل من العام 2013، مقارنةً مع عائدٍ بلغ 0.23 في المئة في أيّار. وتفوّق لبنان على العائد الذي حقّقته منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا (- 4.34 في المئة) والعائد الذي حقّقته بلدان الأسواق الناشئة (- 4.95 في المئة) التي يشملها المؤشّر.