تتزايد الأجور في البرازيل ويسهل حصول فئات المجتمع الفقيرة على قروض، الأمر الذي جعلها مقصداً لشركات الإلكترونيات الاستهلاكية الساعية إلى تعويض أدائها المتدني نسبياً في اقتصادات الولايات المتحدة وأوروبا المتباطئة النمو. وقال إيموندو بايزوتو رئيس عمليات ديل في البرازيل: “إن إحدى النقاط الإيجابية الكبرى في البرازيل تتمثل أيضاً في ضخامة سوقها المحلية”. وتتوقع مؤسسة يورو مونيتور البحثية أن يبلغ حجم سوق الإلكترونيات الاستهلاكية في البرازيل بحلول عام 2015 إلى 170,2 مليار ريال برازيلي (83,6 مليار دولار) ما يزيد عن حجمها عام 2010 بنسبة 60%. هذا النمو يجتذب استثمارات من أسماء تجارية عالمية. وعلى سبيل المثال تعتزم هون هاي بريسيجن الشركة التايوانية التي تصنع منتجات آبل والشهيرة بالاسم التجاري فوكسكون استثمار ما يصل إلى 12 مليار دولار في البرازيل. كذلك عقدت لينوفو مؤخراً اتفاقية استحواذ بما يبلغ 150 مليار دولار كما تتبع شركات مثل سامسونج خطط توسعات كبرى في البرازيل. لدى اريكسون الشركة السويدية المتخصصة في شبكات المحمول حصة سوقية مهيمنة في البرازيل وهي تعتبرها ضمن أهم مناطق نموها. الأسماء التجارية غير أن أكبر الأسماء التجارية في البرازيل ليست بالضرورة هي تلك الأسماء الرائدة في أسواق الولايات المتحدة وأوروبا. ذلك أن سامسونج وإل جي ونوكيا لديها في البرازيل أكبر حصص سوقية، تزيد على 14% لكل منها في سوق التجزئة. بينما لا تبلغ حصة كل من ابل وهيوليت باكارد سوى أكثر قليلاً من واحد في المئة، حسب يورومونيتور. هذا الاختلاف يبرز التحديات والفرص التي تنطوي عليها أسواق ناشئة كبرى مثل البرازيل. هناك تحد كبير خاص بالبرازيل يتمثل في مزيج من مشاكل البنية الأساسية وارتفاع الضرائب والإجراءات الروتينية المعرقلة. وهي عوامل تزيد سعر المنتج النهائي على نحو يجبر الشركات أحياناً على التضحية بهوامش الأرباح من أجل الحفاظ على قدرتها التنافسية. وقال بابلو فيدال رئيس تسويق إل جي في البرازيل إنه رغم أن هواتف إل جي أعلى سعراً بنسبة 60 إلى 80% في البرازيل عنها في الولايات المتحدة فإن هوامش ربحها ليست أعلى من نظائرها في دول أخرى. وتعمل ضرائب الاستيراد الثقيلة على زيادة أسعار المكونات التي يجب استيرادها من الخارج ما يجبر القادمين الجدد على إنشاء مصانع محلية. تبلغ أسعار منتجات ابل في البرازيل (التي لا يزال معظمها مستورداً) ضعف أسعار نظائرها بالولايات المتحدة. يصل سعر اي فون إلى نحو 1000 دولار في البرازيل وبالتالي فإن المبلغ الموفر من خلال شراء الجهاز في ميامي يمكن أن يغطي سعر تذكرة ذهاب وإياب. وقد ساعد ذلك على فتح المجال لمنافسي ابل مثل سامسونج وإل جي ويعد سبباً وجيهاً لخطط استثمار فوكسكون في البرازيل. غير أن ما يخفف من وطأة العوامل السلبية في البرازيل يتمثل في نموها البالغ السرعة بالنظر إلى أن الطبقة الوسطى المتعاظمة في البرازيل تقبل بشكل متزايد على شراء الهواتف الذكية. الهواتف الذكية فالكثير من ذوي الدخول المحدودة في البرازيل، مثلهم مثل نظرائهم في الأسواق الناشئة الأخرى، والراغبون في استخدام شبكة الإنترنت دون قدرتهم على شراء أجهزة كمبيوتر يتوجهون نحو شراء هواتف ذكية، بحسب روجر اوي الخبير في بي إي اس سكيوريتيز. وفي الوقت الذي ينتظر فيه أن تزيد مبيعات إلكترونيات المستهلك المنزلية بنسبة 32,2% بين عام 2010 وعام 2015، يتوقع أن تزيد إيرادات الإلكترونيات الاستهلاكية المحمولة بنسبة كبرى تصل إلى 122,3% في الفترة ذاتها مدفوعة إلى حد كبير بالهواتف الذكية، بحسب يورو مونيتور. غير أن العقبة الكبرى التي تواجه النمو في البرازيل تتمثل في بطء معدل تطوير البنى الأساسية. وسعياً إلى تحسين بنية الاتصالات الأساسية قبل استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2014، طرحت الحكومة البرازيلية مؤخراً مناقصة لأطياف ترددات محمول الجيل الرابع. غير أنه رغم انشغال شركات مثل إل جي في البحث عن طرق أفضل لتقديم محتويات ثلاثية الأبعاد على هواتفها، إلا أن ذلك لا يمثل أهمية تذكر في البرازيل التي يصعب فيها أحياناً استقبال إشارة هواتف محمولة ناهيك عن إشارة ثلاثية الأبعاد. كذلك لا يزال في غير مقدور العديد من المستخدمين بالمناطق الفقيرة الاشتراك في عروض حزم البيانات. وبالقرب من متجر كاساس باهيا في حي فافيلا الفقير قال ماتيوس فيليب بائع الفشار البالغ من العمر 15 عاماً: إن مثله مثل العديد من أصدقائه لديه هاتف ذكي. غير أنه حين سُئل كيف يستخدم الإنترنت رد بإجابة مألوفة فقال: “أذهب إلى مكان تغطية شبكة منطقة محلية LAN أو إلى مقهى إنترنت”.