الجزائر ـ وكالات
رغم ثروات الجزائر الضخمة من نفط وغاز، يبدو واضحا أن عائد هذه الثروات لا يصل بشكل كاف إلى جيوب المواطنين، ولهذا يسعى البعض إلى رفع مستوى المعيشة عبر مشاريع خاصة. على عكسِ جارتيها تونس وليبيا اللتين شهدتا تغييرات سياسية كبيرة،يمكن وصف الأوضاع في الجزائر بالمستقرة باستثناء احتجاجات قليلة حدثت بداية العام الماضي بسبب الظروف المعيشية السيئة في سوق باب الواد الشعبية في قلب العاصمة. ورغم استجابة الحكومة لتلك الاحتجاجات بتخصيص موارد ضخمة لتحسين الأجور ودعم الأسعار ومشاريع الشباب الاقتصادية، فإن الكثير من المواطنين يعانون من ضنك العيش. كمال عثمان، صاحب شركة استشارات اقتصادية، يقدم الدعم لأصحاب الأعمال الشباب إذا ما تمكنوا من إقناعه بجدارتهم وذلك من خلال "الجمع بين الخبرة الكافية والحماس الكبير"، فتأسيس الشركات الخاصة ليس له تقاليد عريقة في الجزائر، وكمال يعرب عن أسفه بسبب غياب هذا التقليد قائلاً: "هناك نقص في الاستثمارات وفي خلق مؤسسات جديدة عالية التنافسية تقتحم حتى الأسواق الأجنبية وتحرر الاقتصاد من التبعية للمحروقات". كمال عثمان في منتصف عقده الرابع وقضى سنوات عديدة في فرنسا، حيث واصل دراسته الجامعية وعمل لدى بنك كبير، لكنه فضل الرجوع إلى وطنه من أجل إنجاز عمل لصالح وطنه ومواطنيه. يرى كمال أن الجزائر تمتلك قدرات هائلة ومستقبل واعد، فأكثر من 70 في المائة من الجزائريين تقل أعمارهم عن عمره، غير أن قيادة البلاد عاجزة عن خلق الفرص الكافية لهذه الفئة التي تطال البطالة عشرين في المائة منها حسب الإحصاءات الرسمية. يقول في هذا السياق: "ثمّة تناقض. يمكن أن تقول إن بلدا مثل الجزائر يتوفر على كل الموارد وعلى فرص للاستثمار ولخلق مناصب العمل وفي نفس الوقت هناك هجرة والسبب هو الصعوبات التي يواجهها الشباب الجزائري لاستثمار الفرص المتاحة في الجزائر."