شركة غازبروم الروسية العملاقة

احدثت الازمة الاوكرانية وتراجع الروبل تأثيرا كبيرا على الوضع المالي لشركة غازبروم الروسية العملاقة في 2014 بحيث تدنت ارباحها الصافية الى نحو 15% فقط مما حققته العام 2013، كما يتبين من نتائجها السنوية التي صدرت الاربعاء.

والربح الصافي للشركة التي كانت تتباهى قبل سنوات بأنها تحقق اكبر قدر من الارباح في العالم، بلغ العام الماضي 159 مليار روبل (2,8 مليار يورو بأسعار الاربعاء)، في مقابل 1139 مليار روبل (20 مليار يورو) في 2013.

وبررت غازبروم هذا التراجع بعاملين اساسيين. فتراجع الروبل الذي زاد من حجم قروضها بالعملات الاجنبية، اسفر عن 925 مليار روبل (16 مليار يورو) خسائر تتعلق بتأثيرات سعر الصرف بالمقارنة مع 2013.

كما تكبدت غازبروم من جهة اخرى مصاريف بلغت 34 مليار روبل (600 مليون يورو) بسبب نزاعها مع شركة نفتوغاز الاوكرانية.

وكانت روسيا رفعت سعر الغاز المباع الى اوكرانيا بعد وصول مرشحين مؤيدين للغرب الى الحكم في كييف مطلع 2014. وبسبب رفض الاوكرانيين تسديد ديونهم المتعلقة بالغاز، اضطرت غازبروم في النهاية الى ان تقطع في حزيران/يونيو عمليات الإمداد التي لم تستأنف إلا اواخر السنة بعد توقيع اتفاق موقت.

وازداد حجم اعمال غازبرزوم 6,4% الى 5589 مليار روبل (98 مليار يورو) بسبب ارتفاع مبيعات الغاز 4% الى اوروبا التي يسجل سوقها اعلى الارباح التي بلغت 1752 مليار روبل (30,8 مليار يورو).

وفي المقابل، تراجعت المبيعات الى دول الاتحاد السوفياتي السابق بنسبة 2% الى 411 مليار روبل (7,2 مليار يورو). لكنها في روسيا ارتفعت 3% الى 820 مليار روبل (14 مليار يورو).

والمرحلة صعبة بالنسبة الى غازبروم التي ستضطر في 2015 الى مواجهة تراجع كبير لسعر الغاز المعد للتصدير والمسعر بطريقة تتغير مع اسعار النفط التي انهارت العام الماضي.

وتتعرض المجموعة ايضا لتحقيق تجريه المفوضية الاوروببية التي تتهمها بتجاوز الموقع المهيمن وسلمتها مآخذها رسميا في نيسان/ابريل الماضي.

وفيما بلغت العلاقات مع بروكسل ادنى مستوياتها بسبب الازمة الاوكرانية، يسعى الاتحاد الاوروبي من جهة اخرى الى تنويع امداداته من الغاز، وقررت موسكو ان تلغي فجأة مشروعها لخط انابيب الغاز ساوث ستريم نحو اوروبا واستبداله بخط انابيب للغاز في اتجاه تركيا.

ولن تبدأ عمليات تسليم الغاز الى الصين إلا في 2018 وتواجه في الوقت الراهن صعوبة في توقيع عقد جديد مع بكين لانشاء خط ثان لانابيب الغاز يشكل تكملة للخط الذي يجرى بناؤه في الوقت الراهن.

ويتعين على غازبروم من جهة ثانية مواجهة منافسة متزايدة في روسيا والسوق الاسيوية من جانب منافستها شركة نوفاتك الخاصة وشركة روسنفت النفطية الحكومية العملاقة.