الجزائر - واج
تعتزم شركة تسيير مساهمات الدولة "إنجاب" الشروع ابتداء من أيلول المقبل في تنفيذ مخطط إعادة هيكلة يرمي إلى تقسيمها إلى خمس مؤسسات كبرى متخصصة في البناء، حسبما أفاد به رئيس مجلس إدارة هذه الشركة محمد ياسين حفيان.
وأوضح السيد حفيان في تصريح لوأج أنه "سيتم إعادة هيكلة إنجاب ابتداء من أيلول المقبل بعد الحصول على موافقة مجلس مساهمات الدولة في اجتماعه المنعقد في 24 تموز الماضي".
ووفقا لهذا المخطط سيتم تحويل فروع شركة "إنجاب" التي تمثل قدرة الانجاز العمومية إلى خمس مؤسسات كبرى بصيغة "مؤسسة عمومية اقتصادية/شركة ذات أسهم" في كل من عنابة والجزائر العاصمة ووهران و ورقلة وبشار. و تهدف هذه المؤسسات إجمالا إلى بلوغ -على الأمد المتوسط- قدرة انجاز تقارب 80 ألف سكن سنويا.
وينتظر أن تكون المؤسسات الخمس عملية مطلع 2015 بعد توفير كل الشروط التنظيمية والإدارية والقانونية اللازمة.
وتهدف عملية إعادة هيكلة "إنجاب" إلى "التخلص من التسيير البيروقراطي وتدعيم وسائل الانجاز وعقلنة استخدامها وعصرنة مناهج الإدارة داخل مؤسساتها".
وستشكل إدارة المشاريع "العمود الفقري" للتنظيم الإداري الجديد حسب السيد حفيان الذي يعتبر أن عملية العصرنة تتطلب أولا إعادة النظر في تسيير ورشات البناء.
وأكد المدير أن "إنجاب" ستعتمد في إنجاح إعادة الهيكلة على الكفاءات مع ضرورة تشبيب الإطارات مؤكدا في هذا السياق انه سيتم إعادة الاعتبار لمنصب "مدير المشروع".
وسيكون أمام "إنجاب" بعد إعادة هيكلتها "كل الوسائل لتحسين إنتاجيتها" حسب السيد حفيان الذي يتوقع ارتفاع عدد السكنات التي تقوم بانجازها ب10 إلى 20 ألف وحدة سنويا بفضل المخطط الجديد.
ولبلوغ هذا الهدف سيتم الاعتماد على عصرنة وسائل الانجاز التي شرع فيها قبل سنوات إلى جانب اللجوء إلى تصنيع السكن.
نحو إنشاء خمس مصانع لصناعة السكن
ويتضمن مخطط إعادة الهيكلة في هذا السياق إنشاء خمس مصانع للسكن في الشرق والوسط والغرب والجنوب الشرقي والجنوب الغربي لتغطية حاجيات القطاع في جميع التراب الوطني.
وأعطى مجلس مساهمات الدولة موافقته لمنح قرض من الدولة ل"إنجاب" لاقتناء هذه المصانع التي ستساهم في تحسين نوعية السكن وتقليص آجال الانجاز وخفض تكلفة المشاريع بحوالي 15%.
ويعتمد أسلوب البناء الصناعي على إنتاج المكونات الأساسية للسكن داخل المصنع قبل تركيبها في الورشة.
وبغض النظر عن هذه المشاريع الخمس فإن "إنجاب ترحب بكل شراكة مع أجانب لانجاز مصانع للسكن" حسب السيد حفيان.
وتنشط حاليا ثلاث شركات مختلطة جزائرية-أجنبية. ويتعلق الأمر بمؤسستين بالشراكة مع إيطاليين تشرف حاليا على انجاز 900 سكن فضلا عن مؤسسة جديدة قيد التأسيس في رويبة (العاصمة) بالشراكة مع الاسبان.
غير أن هذه الحصيلة تعتبر "مخيبة" بالنظر للعدد الهام لاتفاقات الشراكة المبرمة لاسيما مع الاسبان والبرتغاليين والايطاليين.
واعتبر السيد حفيان أن "مسار الشراكة مع الأجانب لم يأت بثماره المنتظرة من إنجاب. بعض الشركات المختلطة لازالت قيد الإنشاء بينما فشلت أخرى".
وانطلاقا من هذه الحصيلة فإن شركة مساهمات الدولة "إنجاب" ستمنح الأفضلية في الشراكة لإنشاء تجمعات بدل الشركات المختلطة.
وفي رده على سؤال حول الهياكل الإدارية في إطار المخطط أوضح السيد حفيان أن مجلس إدارة الشركة سيستمر في العمل إلى غاية إيجاد آلية فعالة لتسيير العلاقة بين المؤسسات الجديدة والإدارة المركزية (الوزارة).
وأكد المدير أن "مصير مجلس الإدارة إلى الزوال عاجلا أم آجلا غير أن هذه القضية غير مطروحة حاليا".
وينتظر أن تقوم "إنجاب" التي تضم 56 مؤسسة منها 12 مكتب دراسات بتسليم 15 إلى 16 ألف وحدة سكنية بنهاية 2014 مقابل 4.600 وحدة العام الماضي بينما تتوقع الشركة انجاز 24 ألف وحدة في 2015 حسب المدير.
وتنشط "إنجاب" التي تشغل 23 ألف عامل في المجالات المتعلقة بأشغال البناء و السكن و التجهيزات العمومية و أشغال الشبكات تحت الأرضية وتهيئة الفضاءات الخارجية وإعادة تهيئة البنايات القديمة و صناعة نجارة الألمنيوم والبناءات الحديدية وإنتاج الخرسانة.