ماليزيا الأسرع نموًا

أصبحت التوقعات الاقتصادية لمنطقة جنوب شرق آسيا أقل ميلا نحو اللون الوردي هذا العام، حيث إن الناتج المحلي الإجمالي لمعظم الاقتصادات الكبرى في المنطقة، فيما عدا ماليزيا، من المتوقع أن ينمو بوتيرة أكثر بطئا عما حققه العام الماضي.
ووفقا لصحيفة "ذا جاكرتا بوست" الإندونيسية، فقد خفضت شركة آر اتش بي ريسيرتش RHB Research، التي جمعت دولا مثل ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند وسنغافورة والفلبين معا في مصطلح آسيان-5 Asean-5، مؤخرا توقعاتها لنمو المنطقة من 4.7% إلى 4.3%.
وأرجعت الشركة، التي تعمل في مجال البحوث والتحليلات الاقتصادية، مراجعتها وتعديلها النمو الاقتصادي لدول آسيان-5 بالخفض إلى الأداء الاقتصادي الأضعف من المتوقع في إندونيسيا وسنغافورة وتايلاند والفلبين خلال النصف الأول من العام الحالي، وسط نمو فاتر في الصادرات وعدم التيقن السياسي في بعض الدول.
وكان النمو الاقتصادي في دول آسيان-5 قد توسع بنسبة 4.9% العام الماضي، مقارنة بالنمو الذي شهدته في عام 2012، الذي قدر بنسبة 5.1%.
ومع ذلك، أشارت شركة آر اتش بي ريسيرتش إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في منطقة آسيان-5 من المتوقع أن يتسارع لتبلغ نسبته 5.1% العام المقبل، بعد أن شهد تباطؤا العام الحالي، في الوقت الذي انتعش فيه نمو الصادرات على خلفية استمرار التعافي الاقتصادي العالمي.
ووفقا لتقرير بنك التنمية الآسيوي، تشير البيانات الأخيرة إلى أن منطقة جنوب شرق آسيا قد شهدت ضعفا، في الوقت الذي تراجعت فيه توقعات النمو في إندونيسيا وتايلاند وفيتنام.
وأوضح البنك أن نمو الناتج المحلي خلال الربع الأول من العام في الدول السابق ذكرها كان ضعيفا، حيث انخفض النمو في إندونيسيا نتيجة لضعف الطلب الخارجي وتراجع أسعار السلع، بينما تأثر النمو الاقتصادي في كل من تايلاند وفيتنام سلبا نتيجة للاضطرابات السياسية التي تشهدها الدولتان، مضيفا أن التوقعات لدول آسيان-5 ستشهد تحسنا العام المقبل.
ومن بين اقتصادات آسيان-5، من المرجح أن تكون ماليزيا في الصدارة، حيث من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بوتيرة أسرع العام الحالي، بينما تشهد باقي الدول تباطؤا في النمو، وذلك وفقا للتوقعات الاقتصادية التي أصدرتها شركة آر اتش بي في تقريرها الأخير.
وأشارت شركة البحوث الاقتصادية إلى أن النمو الاقتصادي لماليزيا من المتوقع أن يتسارع لتبلغ نسبته 5.4% هذا العام، مقارنة بنسبة نموه العام الماضي، التي بلغت 4.7%، قبل أن يصبح النمو معتدلا العام المقبل، حيث من المتوقع أن تبلغ نسبته 5.2%.
وأوضحت أنه رغم أن النمو الرائع الذي حققته ماليزيا النصف الأول من هذا العام من المرجح أن يشهد تراجعا ويتوسع اقتصادها بوتيرة أبطأ خلال النصف الثاني، وسط تواضع نمو الصادرات والطلب المحلي، إلا أن النمو الاقتصادي الإجمالي لماليزيا العام الحالي سيظل "جديرا بالثناء".